نداء نيوز – متابعات
افتتحت الاتحادات والمنظمات الانسانية المنضوية تحت مؤسسات المجتمع المدني، الأحد، بمدينة القامشلي السورية، مشروعها الإنساني “عيادات الشعب”، بعد 6 أشهر من العمل المضني لدعم القطاع الصحي وعلاج المرضى من ذوي الدخل المحدود والفقراء بأسعار زهيدة، في ظل الانهيار الصحي والاقتصادي المتفاقم خلال حرب العشر سنوات التي واجهتها سوريا.
وأفاد مدير عيادات الشعب فراس تيشي، بأن المركز الذي دعمته مؤسسات المجتمع المدني افتتح أبوابه لاستقبال مرضاه، مضيفا أنه ضم مختلف التخصصات الطبية من قلبية وعظمية ونسائية وعصبية وجراحة عامة وبولية وأطفال وداخلية وهضمية وصدرية وأمراض الدم والغدد وغيرها.
وتابع: “يتوفر المركز على تسعين كادر طبي من أطباء وممرضين وفنيين وإداريين، إضافة لمخبريين ومعدات وجناح للتصوير والتحاليل وقسم الأدوية”.
خصم 50 في المئة وأدوية مجانية
تيشي أشار إلى سعي المشروع إلى تخفيف مصاريف التحاليل المخبرية والمعاينات على المدنيين، وذلك بتجهيز العيادات بالمعدات اللازمة من قسم السنية وأنف وحنجرة وكلية وغيرها وبقيمة 3000 للمعاينة وحسم 50 بالمئة على التحاليل المخبرية وحسومات 20 بالمئة على الصور الإشعاعية.
وحول الأدوية، أبرز مدير عيادات الشعب فراس تيشي أن الصيدلية ستقدم أدويتها بالمجان وهي مقدمة من منظمات إغاثية وإنسانية.
العيادات الخاصة مكلفة
وتحدد تكاليف معاينة العيادات الخاصة بحسب الاختصاصات والمتأرجحة بين 1000 و8000 ليرة سورية، تضاف لها قيمة التصوير الإشعاعي بـ30 ألف ليرة، حسبما بينت، آخين موسى، وهي سيدة متزوجة وربة منزل من مدينة القامشلي تعاني من مشاكل صحية نسائية.
وأضافت في حديثها لـ”سكاي نيوز عربية” أن حالتها الصحية تستدعي مراجعتها الطبيب أسبوعيا، حيث يجري لها فحصا دوريا بالإيكو ويطلب منها إجراء تحاليل منتظمة ودائمة، ويكتب لها أدوية تكلفها أحيانا أكثر من 100 ألف ليرة سورية، الأمر الذي أنهك كاهلها وزوجها الذي يملك بقالية صغيرة على أطراف المدينة.
وتضيف آخين أنها ستنتقل للعلاج في عيادات الشعب الذي تتوفر فيه قسم النسائية لتتمكن من إتمام علاجها واسترداد صحتها.
السفر لدمشق
ويضطر العديد من أهالي القامشلي إلى السفر إلى دمشق لتلقي العلاج مع افتقار مشافي والمراكز الطبية في المدينة للأجهزة والمعدات اللازمة لإجراء العمليات الجراحية لاسيما القلبية، الأمر الذي دفع سامي سليمان، الذي يعاني من مشاكل قلبية، إلى السفر إلى دمشق شهريا.
وتحدث لـ”سكاي نيوز عربية” عن تكاليف السفر الباهظة لاسيما عبر الرحلات الجوية التي تصل أجرة الطائرة فيها لـ200 ألف ليرة سوريا ذهابا وإياباً واضطراره الوصول للعاصمة جوا بسبب تردي الأوضاع الأمنية على الطرق البرية بعد نشاط الخلايا النائمة التابعة لداعش بين المناطق السورية، بالإضافة إلى مصاريف الإقامة في الفندق والمواصلات وأجرة الأطباء والمشافي الخاصة التي تصل لأكثر من مليون ليرة سورية، كما يقول.
وأضاف “عيادات الشعب ستوفر لي ولغيري كل تلك الأجور الباهظة وستخفف علينا تكاليف الوضع المعيشي الكارثي”.
مواقيت عمل “عيادات الشعب”
من جانبه، قال عبد العزيز عبد الرحمن، الإداري في عيادات الشعب، إن استقبال المرضى سيكون يوميا وعلى مدار ثمانية ساعات.
وأشار في حديثه لـ”سكاي نيوز عربية” إلى أن عمليات للجراحات البسيطة والصغرى ستجرى داخل العيادات.
ونوه إلى أن مشاريع طبية أخرى ستفتتح خلال الفترات القادمة لدعم القطاع الصحي وتوفير الرعاية الطبية لأبناء المنطقة.
أطباء هاجروا البلاد
وذكرت لجنة الإنقاذ الدولية (IRC) أن 70 في المئة من الأطباء هاجروا سوريا منذ أزمتها في 2011.
وكشفت المنظمة في تقريرها أن نسبة الأطباء في البلاد، تضع طبيبا واحدا لكل 10 آلاف سوريا، الأمر الذي يدفع الكوادر الطبية تعويض النقص بالعمل لأكثر من 80 ساعة في الأسبوع.