اراء وكتاب

تغلغل المديوقراط في مفاصل مؤسسات الشرعية

بقلم/انور السكوتي

ان اسوأ ماقدمته حكومة الشرعية اليمنية للشعب خلال فترة توليها الحكم منذ عقد من الزمن انها انتجت جيشا ممن يطلق عليهم حديثا مصطلح (المديوقراط) بتعبير الدكتور ( آلان دونو) استاذ الفلسفة والعلوم السياسية بجامعة كيبيك الكندية في كتابه (نظام التفاهة). حيث أوكلت لهذا الجيش المديوقراطي المشكل من (عسكريين ومدنيين) مهام ادارة الدولة بسلطاتها الثلاث، فجعلت منهم الوزراء والوكلاء والمحافظين ومدراء العموم ودكاترة الجامعات وحتى مدراء المدارس ومكاتب الإدارات، بعد ان تم انتقائهم وبعناية من بين آخرين يحملون مزايا الكفاءة والنزاهه والاخلاص في العمل، ليقود البلاد اولئك السيؤون التافهون ذوي الضآلة الفكرية والمعرفية فكانت النتيجة انتقال اوضاع البلاد عامة من سيء إلى اسوأ.

ولعل هذا مايفسر الانهيار الشامل والمستمر في كافة المؤسسات الحكومية وتعثر اية محاولات صادقة لاصلاح الخلل فيها. فقد دأب هؤلاء التافهون على تسخير كل إمكانياتهم المتاحة ومراكزهم السلطوية ليس للوقوف على مصالح الناس والسهر لخدمتهم، وانما لتحقيق مصالحهم ومآربهم الخاصة، وتقريب من هم على شاكلتهم (مديوقراط) على حساب اولئك الشرفاء في مهنهم والمخلصين في اعمالهم وعلى حساب اولئك ذوي العلم والتجربة والخبرة ممن بمثلهم تنهض المجتمعات وتتطور. ولنا فيما يعمله اليوم مسؤولينا المديوقراط من تعيينات وتوظيفات خير مثال.

ان مثل هؤلاء المديوقراط بتعبير (آلان دونو) وفيهم ومنهم من كنا نطلق عليهم بالرويبضات بتعبير حديث الرسول صلى الله عليه وسلم وفيهم ومنهم اولئك السطحيين والنفعيين ومتزلفي الاقوال والافعال ومطبلي السلطة ومروجي التفاهات في وسائل الاعلام ومواقع التواصل الإجتماعي، لهم اسوأ ماقد يحل على الانسانية جمعاء ويهدد بإنهيار قيمها وحضارتها وتفسخ مجتمعاتها.

فلنعمل معا على كشف مثل هؤلاء المديوقراط وفضحهم ومحاربتهم والعمل على استئصالهم من مجتمعنا أو على الاقل ابعادهم عن مواقع القرار وعن اي ميدان آخر يمكن ان يبثوا فيه وعبره سمومهم وثقافتهم الضحلة وتفاهاتهم المضحكة وفسادهم الذي لا ينتهي، ولنبدأ اولا برؤوس هرم هذا النظام المديوقراطي..

إلى الأعلى