نداء نيوز – متابعات
بدافع سرقة مصاغها الذهبي وهاتفين نقالين، قتل شاب يدعى “بلال” من منطقة الكسوة في ريف دمشق، زوجة والده بغرض سرقتها، وأحرق المنزل ليخفي معالم جريمته.
وقالت وزارة الداخلية السورية على صفحتها الخاصة في فيسبوك، وتابعته “سكاي نيوز عربية” إنه وردتهم معلومات من مركز شرطة الكسوة بنشوب حريق ناجم عن تفجير بمطبخ منزل في محلة خان دنون، أدى لمقتل صاحبة المنزل.
ونقلت تحقيقات الشرطة عن زوج الضحية أن زوجته كانت ترتدي مصاغاً ذهبيا وتملك جوالين اختفوا بوفاتها، مما أثار الشكوك حول وجود جريمة قتل بهدف السرقة.
وقالت الوزارة إن أصابع الاتهام توجهت لابن زوج الضحية، لا سيما وأنه أصحاب سوابق، وكان قد خرج منذ فترة وجيزة من السجن.
وأفادت الوزارة أن الأمن الجنائي واجه المتهم بالأدلة والقرائن المتوافرة لديه، فاعترف الجاني بجريمته وكيفية ارتكابها وإنهائه لحياة زوجة والده بضربها بقطعة خشب على رأسها أدت لفقدانها الوعي، وأدخلها المطبخ وفتح صنبور أسطوانة الغاز وأشعل النار فيها مستغلاً غياب والده عن المنزل، ثم هرب قبل دقائق من انفجار المنزل واحتراقه ووفاة الزوجة.
جرائم “وحشية”
وشهدت العاصمة السورية دمشق منذ بداية العام الجاري عدة جرائم مروعة ارتكبت غالبيتها بدافع السرقة.
وقال مصدر أمني في الأمن الجنائي بدمشق -فضل عدم الكشف عن اسمه وصفته- لسكاي نيوز عربية، إن غالبية الجرائم ترتكب بنفس الطريقة، وغالباً يكون القاتل أحد أقرباء الضحايا من الدرجة الأولى، أو مقرباً منهم.
وأوضح أن الجناة يقيدون ضحاياهم ويحرقون المكان الذي يقتلون فيه ضحاياهم ويسرقونهم.
وأضاف “الشهر الماضي قتل لصوص بطريقة وحشية مسنة سبعينية في منطقة دمر بدمشق، كانت تعيش بمفردها، بعد أن هاجر أبناءها إلى كندا، فقيدوها بكرسي وقتلوها ثم حرقوا جثتها بعد أن سرقوا مصاغها وأموالها.
كما ألقي القبض على مجرمين نفذوا حكم الإعدام بطريقة مروعة بحق سيدة مع أطفالها الثلاثة في بيت سحم بريف دمشق، حيث سرقوا المنزل وأخفوا جريمتهم بحرق العائلة بعد تكبيل أيديهم من الخلف.
تدهور الوضع المعيشي
وارتفعت جرائم القتل والخطف مع تردي الوضع المعيشي في المجتمع السوري، الذي تصدر بحسب الاحصائية الأخيرة لمنظمة الصحة العالمية المراتب الأولى في مؤشرات الفقر العالمي.
وقال المحامي زهير عبد الرحمن، الذي تولى عدة قضايا عن جرائم القتل، أن معظم الوقائع ترتبط بالأوضاع المعيشية المتردية الناجمة عن التدهور المعيشي الخانق، مشيرا إلى أن أزمة البلاد والحرب الطاحنة التي تشهدها سوريا منذ 10 سنوات رفعت معدلات الجرائم بشكل مخيف.
ويعتقد الحقوقي السوري أن الضغوط المعيشية أدت لتفكك الروابط الأسرية والاجتماعية، إضافة إلى تأثير الوباء العالمي على الأوضاع المعيشية وانهيار الليرة السورية.
وعن أسباب انتشار الجرائم، قال الباحث الاجتماعي سهيل عرفان، لسكاي نيوز عربية، إن الفقر والتخوف من المجاعة يضغطان على الناس ويدفعهما لارتكاب جرائم، مثل السرقة والقتل والخطف، منوهاً إلى أن الحرب تسببت بتصدع اجتماعي وأزمة إنسانية غيرت مبادئ الناس وقيمهم التي كان يعززها الترابط الاجتماعي.
وعزا أحمد بكري، رئيس غرفة الجنايات بمحكمة النقض بدمشق، أسباب ارتفاع الجرائم إلى انتشار الجهل والفقر لدى مرتكبيها، إضافة للاضطرابات النفسية لدى بعضهم، نتيجة تدهور الأوضاع الأمنية والاقتصادية في البلاد.
وفي تصريحات لصحيفة الوطن المحلية، دعا بكري إلى تطبيق عقوبة الإعدام بحق مرتكبي الجرائم لما فيها من ردع.
332 جريمة في العاصمة
وكشفت الهيئة العامة للطب الشرعي في العاصمة دمشق مطلع العام الحالي أن 332 جريمة قتل حدثت العام الماضي في مدن متفرقة.
وتصدرت مدينة درعا المرتبة الأولى بعدد الجرائم، وسجلت 79 جريمة قتل، تلتها العاصمة دمشق وريفها بـ75 جريمة، فيما بلغ عدد الجرائم في مدينة السويداء 52 جريمة، ومدينة حلب 47.
وسجلت حماة مقتل 19 شخصاً، وطرطوس 18، فيما بلغ عدد الجرائم في حمص واللاذقية والقنيطرة 42 جريمة قتل.
وتحتل سوريا المركز العاشر عالمياً من حيث ارتكاب الجرائم، وفقاً لدراسة عالمية أعدها العام الفائت موقع (NUMBEO) المتخصص بالإحصائيات حول العالم وجمع البيانات، فيما صنفت لعام 2019 كأكثر دولة خطرة بين الدول العربية من حيث معدلات الجريمة.