فن ومشاهير

هل شاهدت هذه الأفلام؟ قصص حقيقية أغرب من الخيال

نداء حضرموت – متابعات

في بعض الأحيان تكون الحقيقة أغرب من الخيال، كما سنرى في هذه القصص الواقعية المليئة بالمنعطفات والمفاجآت المؤلمة، والمآلات المذهلة التي ألهمت صُنّاع الأفلام إعادة تجسيدها، لتبقى خالدة في الأذهان بما توقظه في نفس المشاهد من مشاعر إنسانية، وما تثيره من أسئلة حول النفس والروح والقدر، وفلسفة المحنة والحياة.

المستحيل

“المستحيل” (The Impossible) فيلم للمخرج الإسباني خوان أنطونيو بايونا، عن نص مقتبس من قصة للطبيبة الإسبانية ماريا بيلون، وقال عنه الناقد السينمائي بيتر برادشو “يجب أن أعترف بأنني مصدوم من قوته العاطفية الحقيقية، بعد أن وجدت فيه الصدق والرحمة، ولحظات من البكاء”.

الفيلم يعيد في عام 2012 إنتاج قصة حقيقية عن عائلة ذهبت للسياحة في تايلند عام 2004، فوقعت كارثة تسونامي التي أسفرت عن مقتل 230 ألف شخص بإبداع يؤلم القلب، وهو يضعنا في قلب الكارثة عبر دراما ذكية ومذهلة، يقاتل فيها اليأس والألم والذعر والأمل من أجل النجاة.

وبعد أن يستقبلنا بكل شيء هادئ على الشاطئ، حيث يقضي زوجان بريطانيان إجازتهما مع أبنائهما الثلاثة، ولم تكد تمر ثوان حتى نفاجأ بصور الضحايا في تسلسل غريب ومخيف، كأنهم أعواد ثقاب.

ونرى تسونامي بعيون السائحين؛ بدءا من رصدهم التحول المخيف في الكون، مرورا بجحيم من الدمار، وانتهاء وهم هائمون وسط الحطام. ويتساءلون: إن كان أحباؤهم ماتوا أو على وشك الموت، أو أنهم هم أنفسهم سيموتون، فلم يعد أحدهم يعرف إن كان سيرى أحباءه مرة أخرى أم لا؟

وفي مشهد أشبه بنهاية العالم، نُفذ عبر ديكورات تم إنشاؤها بذوق فني هائل، حيث كانت الصور وحدها تثير الرهبة بشدة، لدرجة تجعلنا نلهث من أجل التنفس أمام مشاهد التشويق، مع بعض الدموع التي لا مفر منها.

تركز المشاهد الأكثر دراماتيكية في الفيلم على الابن لوكاس (توم هولاند) الذي قام بدور منقذ والدته وحاميها، ليصبح “قصة مثالية عن قوة الأسرة المتماسكة”، حسب الناقد السينمائي روغر إيبرت.

127 ساعة

لا تخلو الحياة من أن يرتكب أحدنا خطأ فادحا ويحتاج إلى الكثير من الوقت والتكلفة للتفكير فيه، وهو ما حدث مع آرون رالستون، مهندس الميكانيكا الشاب في كولورادو عام 2003.

عندما ذهب لممارسة هواية التسلق من دون أن يخبر أحدا عن وجهته، وتعرض لحادثة مروعة حُشرت فيها ذراعه اليمنى لمدة 5 أيام بين جدار أخدود سحيق وصخرة يبلغ وزنها 365 كيلوغراما، ولإنقاذ حياته لم يجد مناصا من كسر عظام ذراعه وبترها ببُطء.

وبعد نجاته سجل رالستون تجربته الأليمة في كتاب بعنوان “بين الصخر ومكان صعب”، وأعيد تصويرها في الفيلم الأميركي “127 ساعة” (127 Hours)، الذي أخرجه وشارك في كتابته المخرج الإنجليزي داني بويل عام 2010.

وتدور معظم أحداث الفيلم في مكان واحد مع ممثل واحد، هو جيمس فرانكو الذي أبدع في تقديم جانبين من جوانب شخصية رالستون، فهو مغامر جريء ومغرور ويثق في مهاراته ويحب المخاطرة.

لكنه في الوقت نفسه منطقي وعقلاني ودموي بما يكفي ليهشم عظامه ويقطع ذراعه لإنقاذ حياته؛ جانب أوقعه في المشكلة، وآخر أخرجه منها.

ولتصوير المشاهد الصادمة للتخلص من الذراع، تم استخدام 3 أطراف صناعية من الألياف الزجاجية والسيليكون، تشبه العضلات الليفية والأوتار والأوردة والشرايين الوظيفية الممتلئة بالدماء. اثنان منها مصممان لإظهار الأجزاء الداخلية للذراع، والثالث لمحاكاة الجزء الخارجي منه؛ مما جعل المشاهد تبدو حقيقية تماما.

وفي آخر الفيلم، يظهر تنويه بأن آرون تزوج بعد سنوات، وأنجب ولدا -كما رأى في حلمه- وواصل هوايته في التسلق، ولكنه أصبح أكثر حرصا على عدم ترك سكين الجيش السويسري خلفه، وإخبار عائلته بوجهته.

استبدال


قبل سنوات عثر الكاتب مايكل سترازنسكي على وثائق قديمة تعود لعام 1928، كانت في طريقها للإتلاف، ودوّنت بها وقائع جلسة لمجلس بلدية لوس أنجلوس، وتتحدث عن سيدة تُدعى كريستين كولينز وقصة اختفاء طفلها، ليقرر البحث عن مزيد من الوثائق، وينجح في جمع 6 آلاف صفحة، شكلت الأساس لكتابة سيناريو فيلم “استبدال” (Changeling)، الذي قامت ببطولته أنجلينا جولي، وأخرجه كلينت إيستوود عام 2008، مُعلقا بأنه “من الصعب تصديق أن القصة صحيحة، فما مرت به هذه المرأة كان مذهلا حقا”.

يقول سترازنسكي “عضوان فقط في لجنة التحكيم حالا بين الفيلم والفوز بجائزة مهرجان كان لأنهما لم يصدقا أن القصة حقيقية، ولم يستطيعا تخيل معاملة الشرطة الوحشية للسيدة كولينز”.

في الفيلم، وعلى مدى ساعتين و21 دقيقة من المشاهد العاطفية الهائلة، نرى كريستين كولينز (أنجلينا جولي) الأم المنكوبة بالحزن على طفلها المفقود؛ والتر (غاتلين غريفيث) البالغ من العمر 9 سنوات، الذي ظلت تبحث عنه 5 أشهر، وتُبلغها شرطة الولاية نبأ العثور عليه، فتكتشف من أول وهلة أنه ليس هو، ويتأكد لها ذلك بعدة طرق، رغم إصرار الطفل غوردن (جاسون باتلر) على أنه ابنها.

ثم تصطدم برد فعل الشرطة العنيف على رفضها قبول الطفل البديل، حتى يصل الأمر إلى إيداعها في مستشفى عقلي، وتعريضها لجلسات كهرباء لإجبارها على الاعتراف كتابيا بأن غوردن طفلها.

ويأتي اكتشاف السلطات مقبرة جماعية تضم جثث 20 طفلا كانوا ضحية قاتل متسلسل، فيغلق ملف والتر، بعد ترجيح أنه بين الرفات المدفونة، وتتم محاكمة وإيقاف الشرطي الفاسد، النقيب جونز (جيفري دونوفان)، والحكم بالإعدام على القاتل، إلى أن تحدث مفاجأة بعد مرور 5 أعوام تُعيد كولينز إلى البحث عن فلذة كبدها إلى الأبد.

إلى الأعلى