بقلم/انور السكوتي
لا ادري ما الذي حل بالذاكرة الجمعية لهذا الشعب فلم يعد يتذكر من ماضيه حتى احداث الامس القريب فضلا عن البعيد، كما ان الناس باتت وكما هو واضح غير مستفيدة من تجاربها او خبراتها المتراكمة عبر السنين الطوال، كما لم تستفد من نجارب الامم والشعوب الاخرى وإلا فما الذي يمنعها من المطالبة بخلع رموز الفساد من اعلى هرم السلطة الى ادناه وقد بات الجميع يدرك انهم السبب الرئيسي لمعاناتهم واذلالهم، اما المطالب التي ترفع اليوم حول تحسين الخدمات في مقابل بقاء هؤلاء الفاسدين في مناصبهم فما اراه الا كمن يطالب جلاده ب(تحسين شروط العبودية) ولو مؤقتا، وهذا ماستفعله حكومة الفساد من تخدير مؤقت لهذا الشعب لتتم استغلاله لاحقا ابشع استغلال تعوض فيه ماقد تنازلت عنه لهذا الشعب اثناء محاولتها خداعه. لتتجدد المسيرات و‘الانتفاضات والثورات المطالبة بتحسين شروط العبودية. وهكذا دواليك.
فلتختصر ايها الشعب العظيم المسافة التي تطول فيها معاناتك. فالامر مرهون بصبر ساعة. ان اعتى الانظمة الديكتاتورية التي عرفها العالم قمعا واستبدادا لم تصمد طويلا امام ارادة الشعوب التواقة للخلاص من جلاديها فتهاوت مثلما تتهاوى الخرائب والبيوت المتهالكة.
فلنعلنها صراحة وبكل قوة ولتتجاوز مطالبنا المشروعة سقفها المعلن عن الخدمات. فلنتجاوزها ونطالب بإسقاط أعلى هرم في السلطة فهم أس لهذا الفساد المالي والاداري، ولتسقط معهم حكومتهم الفاشلة ووزرائهم ومحافظيهم ووكلائهم ومعهم كل رمز من رموز الفساد ومستغلي المناصب. فالخلل فيهم وليس في قلة الموارد او انعدام البديل القادر على قيادة الشعب نحو تنميته ورفاهيته وحريته..