نداء حضرموت – متابعات
حذرت مصادر إعلامية أميركية من تبني إدارة الرئيس جو بايدن نهجاً غير واقعي، في التعامل مع الحرب الدائرة حالياً في اليمن، بما يقود لنتائج عكسية، تزيد معاناة ملايين السكان من جهة، وتشكل خطراً على الولايات المتحدة في الشرق الأوسط. وقالت المصادر، إن هذا النهج، الذي يرمي لوضع حد لما يشهده اليمن من صراع دموي وأزمة إنسانية متفاقمة، يستند إلى «اعتبارات مثالية لا تمت للواقع على الأرض بصلة»، ولا يضع في الحسبان السبب الرئيس للأزمة، و«المتمثل في الانقلاب العسكري الذي نفذته ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران في سبتمبر 2014، وأسقطت الحكومة الشرعية، بعدما استولت على صنعاء».
كما تغفل سياسات الإدارة الأميركية الحالية إزاء اليمن، حقيقة كونها إحدى أكثر الدول «ذات الموقع الاستراتيجي المهم للغاية في العالم، في ضوء أن من يسيطر عليه وعلى الممرات المائية المحيطة به، يحظى بنفوذ وقوة هائليْن». ويجسد ذلك، وفقاً لتصريحات نشرتها صحيفة «ألجامينار» الأميركية، مأزق إدارة بايدن التي لم تكمل بعد المئة يوم الأولى لها في السلطة، بين السياسات الواقعية التي يجب عليها انتهاجها في الشرق الأوسط، والاعتبارات الإيديولوجية، التي يؤمن بها البعض في أروقة البيت الأبيض، ولا تلقي بالاً للحسابات السياسية الفعلية.
وأدى هذا النهج، بحسب المصادر، إلى أن «تمضي إدارة بايدن على مسارين متوازيين حيال الأزمة اليمنية، أولهما إلغاء قرار إدارة سلفه دونالد ترامب، تصنيف ميليشيات الحوثي على قائمة واشنطن للتنظيمات الإرهابية الأجنبية، بالتوازي مع فتح قناة اتصال للحوار مع هذه الجماعة الطائفية المسلحة. أما المسار الثاني، فتمثل في وقف توريد أنواع من الأسلحة للتحالف العربي».
لكن هذه التوجهات أفضت إلى نتائج مغايرة تماما لما يتوخاه المسؤولون الأميركيون، فقد «استغلت ميليشيات الحوثي قرار الولايات المتحدة حذفها من قائمة التنظيمات الإرهابية، لتصعيد عملياتها العسكرية على الأرض، وإطلاق هجوم واسع النطاق على مدينة مأرب، الواقعة جنوب شرق صنعاء، والتي تشكل إحدى كبريات المدن اليمنية».
ويهدد هذا الهجوم الوحشي، بمفاقمة الأزمة الإنسانية في اليمن، «فالكثير من سكان مأرب، البالغ عددهم 1.5 مليون نسمة، هم ممن اضطروا للنزوح من ديارهم بسبب الحرب، ولجأوا إلى المدينة».
وبالتزامن، اعتبرت ميليشيات الحوثي والأطراف الخارجية الداعمة لها، أن وقف إدارة بايدن تسليح التحالف يشكل ضوءاً أخضر، لتصعيد العدوان الإيراني في المنطقة، ما قاد إلى تكثيف وتيرة الهجمات التي تعرضت لها السعودية خلال الأسابيع الماضية، بما شمل منشآت نفطية، ومطارات محلية ودولية.
وتؤكد هذه التطورات، وفقا للمصادر الإعلامية، أن سياسة بايدن إزاء اليمن، لم تفض حتى الآن، إلا إلى «تفاقم الحرب والأزمة الإنسانية، وأيضاً إلى تعريض سلامة حلفاء الولايات المتحدة وأمنهم للخطر، وتهديد مصالح واشنطن أيضاً، باعتبار أنها تتجاهل محاولات إيران لأن تكون قوة إقليمية عظمى، عبر الجمع بين السيطرة على مضيقيْ هرمز وباب المندب الواقع قبالة السواحل اليمنية، وهو ما سيمثل حال حدوثه تهديدا لا يمكن احتماله لإمدادات الطاقة العالمية».