نداء حضرموت – وليد التميمي
الحديث عن نية الشرعية ممثلة بوزارة الصحة إنشاء حجر صحي للمشتبه باصابتهم بفيروس كورونا، ينم عن ثقة بأن وصول الفيروس إلى اليمن بات قريب وقريب جدا، هذا إذا لم يكن قد تم رصد حالات يجري التعتيم عليها حتى التفاهم على قواعد وشروط المحجر التي لم تتم إلى الآن نظرا للاختلاف في الاجتهادات الطبية التي يحاول بعضها التمسك بالمواصفات الملائمة للمجحر علميا وعمليا، بينما يناور قلة للتنصل من المسؤولية دون أن يقدموا حلولا وبدائل منطقية تجعلنا نتجاوز مرحلة العجز في الاتفاق على تدشينه للتفرغ لمواجهة الفيروس بعد أن دنى من حدودنا أكثر فأكثر.
ما استغربه حقيقة هو استسهال أقلام وكتاب، وصول الكورونا إلى اليمن، بذريعة أن الشعب ميت من الجوع والفقر والفاقة وكوكتيل من الأمراض التي انقرضت وعادت إلى الظهور مجددا في اليمن جراء الحرب، فلا ضير من أن يجهز على من تبقى!.
من يستخفون بمعاناة المواطن، من يستهزون من خوفه من الفيروس، من لا يبالون بصوته العالي لصده قبل فوات الأوان، يسلبوه الحق في الحياة ويحددوا الطريقة الفضلى بنظرهم لموته وفنائه، كأني بهؤلاء خارج المجرة، في كوكب غير الأرض، إذا كانوا في بلاد الاغتراب أو الهجرة في مأمن وقتي من الفيروس، فليقولوا خيرا أو ليصمتوا، لأننا نعلم أن الفيروس قد يغزوا أي جسد وبامكانه أن يفتك بضعيفي المناعة، ومن داخل اليمن مناعته سليمة أو قوية من عامة الشعب وبسطائه؟ ثم أين هي المؤسسات الطبية القادرة على علاجه واستشفائه لو داهمنا المرض؟ من هي الدول التي بالإمكان اغاثتنا لو انتشر الفيروس؟
أسئلة سهلة، لكن الإجابة عليها صعبة ومعقدة، لأن كل من حولنا سيلتهي بمشاكله وكيفيه حجر الفيروس لحماية شعبه، وما أخشاه أن يتحول اليمن إلى مكب للمشتبه بإصابتهم به، بمعنى أشمل وأعم يصبح حجر لدول أخرى ما دمنا استرخصنا الحياة، ونتفنن فقط في الإقبال على الفناء وشعارنا الأثير “ياجنازة أرحبي فوق الأموات”.