نداء حضرموت – وكالات
كشف موقع سويدي أن تركيا كانت تستعد لإسقاط مقاتلة روسية ثانية في أعقاب حادثة إسقاط طائرة روسية على الحدود التركية السورية؛ التي أثارت أزمة دبلوماسية عميقة بن البلدين ووصفتها موسكو آنذاك بأنها “طعنة في الظهر”.
وأظهرت وثائق سرية حصل عليها موقع “نورديك مونيتور” استعداد الجيش التركي لإسقاط أي طائرة مقاتلة روسية تنتهك الأجواء التركية في أعقاب الحادث الذي وقع في نوفمبر/ تشرين الثاني 2015.
وقال الموقع إنه وفقا لمحاضر سرية لاجتماع تشاور عسكري عُقد في 3 يونيو/حزيران 2016 في أنقرة، أكد خلوصي أكار، رئيس الأركان العامة للجيش التركي آنذاك ووزير الدفاع الحالي، حقيقة أن طائرة روسية أخرى كان من المحتمل أن تتعرض لهجوم حال انتهاك المجال الجوي وفقا قواعد الاشتباك.
وفي 24 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015، قصفت طائرات حربية تركية طراز “إف-16” مقاتلة روسية طراز “سوخوي- سو 24 إم” في منطقة جبلية قرب الحدود مع سوريا، ما تسبب في خلاف دبلوماسي بين البلدين.
وأدان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشدة إسقاط الطائرة الروسية ووصفه بـ”طعنة في الظهر” من “شركاء الإرهابيين”.
واستمرت تلك الأزمة حتى اتفقت موسكو وأنقرة على إعادة العلاقات في يونيو/حزيران 2016.
وقال أكار، خلال الاجتماع، إن القوات الجوية التركية تراقب الحدود عن كثب وفقًا لقواعد الاشتباك التي أعلنت بعد إسقاط طائرة تركية في عام 2012، وأن تركيا على استعداد لإسقاط طائرة روسية أخرى إذا حدثت وانتهكت المجال الجوي التركي، وفق المحضر.
وتضمن قواعد الاشتباك الخاصة بحلف شمال الأطلسي “الناتو” أن “أي أعمال أو تصرفات عسكرية ستكون متوافقة تماما مع أهداف ونوايا الحلف” وأن المبادئ “يجب أن تنطبق على جميع الحالات التي تتراوح بين عمليات وقت السلم مرورا بزيادة التوترات وحتى الأعمال العدائية دون عدوان كبير”.
ولفت الموقع إلى أنه في أعقاب الاتفاق على التقارب بين موسكو وأنقرة، ادعى أعضاء حزب “العدالة والتنمية” الحاكم أن الحكومة لم تأمر القوات الجوية بإسقاط الطائرة الروسية ولكنهم أكدوا أن الطيارين تصرفوا من تلقاء أنفسهم.
واتهمت السلطات الطيارين بإسقاط الطائرة الروسية بمبادرة خاصة، واعتقلا في أعقاب محاولة الانقلاب الفاشل في 15 يوليو/تموز 2016 بتهمة مشكوك فيها تتعلق بالإرهاب والتخطيط للانقلاب.
غير أنه من المثير للاهتمام، فكان خطاب وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، خلال حلقة نقاشية بالمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا، في 22 يناير/كانون الثاني 2020، حيث بمثابة انعكاس جذري للخطاب الرسمي لتركيا بشأن إسقاط الطائرة الروسية.
وكان أوغلو أول مسؤول في الحكومة التركية يعلن أن الطائرة الروسية تعرضت للهجوم من قبل الطيارين الأتراك وفقًا لأمر حكومي، قائلاً: “لقد كنا مختلفين في البداية، حتى أننا (تركيا) أسقطنا مقاتلة روسية… بعد ما شهدناه في حلب، اتفقنا (تركيا وروسيا) على العمل معًا”.
وكان موقع “نورديك مونيتور” أشار في وقت سابق إلى وثائق عسكرية تركية تؤكد أن الرئيس رجب طيب أردوغان أمر القوات الجوية التركية بإسقاط الطائرة العسكرية الروسية التي كانت تقترب من الحدود التركية السورية في عام 2015.