نداء حضرموت – أ ف ب
تحول الحرب في اليمن هذا البلد الفقير إلى “دولة غير قابلة للحياة” سيكون من “الصعب للغاية” إعادة بنائها، حسبما حذّر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي قبيل انعقاد مؤتمر للمانحين اليوم الإثنين يهدف لتجنب وقوع مجاعة.
ولقي عشرات الآلاف حتفهم في الصراع المستمر منذ ست سنوات والذي تصفه الأمم المتحدة بأنه أسوأ أزمة إنسانية في العالم، بينما أصبح ملايين السكان يعانون من الجوع في أفقر دول شبه الجزيرة العربية.
وقال الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي أوك لوتسما في مقابلة مع وكالة فرانس برس أمس الأحد إن “عوامل التنمية تبخرت على مدار الحرب”، وأصبح اليمن يشهد “أسوأ أزمة تنموية في العالم”.
وأضاف “لقد خسر اليمن أكثر من عقدين من التقدم التنموي، وهو بالتأكيد أحد أفقر دول العالم إن لم يكن أفقرها في الوقت الحالي بالنظر إلى مؤشرات التنمية السلبية التي نراها”.
وحذر من أنّه “إذا تواصل الأمر على هذا المنوال، فسيكون من الصعب للغاية إعادة بناء اليمن كدولة. وإذا تم تدمير المزيد من عوامل التنمية وأصبح الناس أكثر فقرا ، فسيصبح (اليمن) دولة غير قابلة للحياة تقريبا”.
وأدّت المعارك بين القوات الموالية للحكومة المعترف بها دوليا والمدعومة من المملكة السعودية، والمتمردين المتحالفين مع إيران، إلى وضع البلاد على حافة الدمار الشامل.
وجرى تدمير مدارس ومصانع ومستشفيات وشركات وتجنيد الأطفال للقتال، فيما فقد مئات الآلاف سبل عيشهم وأصبحت المجاعة تهدد الملايين.
وقال لوتسما “يجب أن تتوقف الحرب الآن، لقد عانى اليمنيون بما فيه الكفاية”، داعيا المانحين إلى تقديم مساعدات مالية بسرعة بعد المؤتمر الذي تستضيفه افتراضيا الأمم المتحدة وسويسرا والسويد.
يعتمد البلد الفقير على المساعدات لإطعام سكانه البالغ عددهم 29 مليون نسمة، ولكن مع انخفاض تمويل المساعدات بشكل كبير في العام 2020 خصوصا بسبب تبعات فيروس كورونا، توقفت الكثير من برامج الاغاثة عن العمل في اليمن.
وتأمل الأمم المتحدة في جمع 3,85 مليارات دولار. وقد تلقت العام الماضي 1,9 مليار دولار، أي حوالى نصف المبلغ الذي كان يحتاجه اليمن في 2020.
واعتبر لوتسما أنّ على المجتمع الدولي “الالتفاف حول اليمن والإعلان عن عدد كبير من التعهدات التي ستساعدنا على منع انتشار المجاعة”.
وذكر المسؤول الأممي أنه في العام 2020 كان على برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إعادة تحديد أولويات برامجه وتقليص عدد المستفيدين منها.
وهذا يعني أن كثيرا من اليمنيين الذين كانوا يستفيدون على سبيل المثال من برامج الرواتب الشهرية أو البرامج الأخرى التي تساعدهم على تحصيل الأموال النقدية، لم يتلقوا هذه المزايا.
وأوضح لوتسما “من المهم أن نفهم أن المجاعة في اليمن هي مجاعة دخل إلى حد كبير، لذا فهي ليست بالضرورة حالة لا يتوافر فيها الطعام”.
وأضاف “لكن اليمنيين غير قادرين حقا على تحمل تكلفة الحد الأدنى من السلة الغذائية أو الحد الأدنى من الإمدادات الغذائية التي من شأنها أن توفر لهم ما يكفي من التغذية اليومية للبقاء على قيد الحياة”.
وقال لوتسما لوكالة فرانس برس “لا تستطيع الأمم المتحدة إطعام الجميع في اليمن. لذلك، يجب علينا أيضًا أن نتأكد من أن الناس سيستمرون في تحصيل سبل عيشهم”.