اخبار عربية ودولية

جريمة قتل مروعة في صعيد #مصر.. والسبب “أقساط”

نداء حضرموت – منوعات

بدأت النيابة العامة المصرية، التحقيق في واقعة مقتل شاب يدعى عادل لطفي، يعمل مديرا لمؤسسة مختصة بتمويل المشاريع والقروض في مركز المنيا بصعيد مصر.

وكان عادل لطفي قد توجه لحل مشكلة حدثت بين زوج إحدى العميلات وموظفة بالمؤسسة في شارع الباطنية بقرية طوخ الخيل بمركز المنيا، وعندما عاتب زوج هذه السيدة تفاجأ بقيام الأخير بإحضار سكين من منزله وطعنه في قلبه فأرداه قتيلا.

من جانبها، أعلنت النيابة العامة المصرية تلقيها بلاغا من مستشفى المنيا الجامعي في 24 فبراير الجاري، بوفاة المجني عليه “عادل لطفي إسحاق” مدير مؤسسة “أنا المصري” بمركز المنيا، مصابا بجرح طعني في صدره.

وكشفت تحريات الشرطة حدوث مشادة بينه وبين آخرين بسبب سداد قسط شهري للمؤسسة التي يديرها المجني عليه، أسفرت عن طعن المتهم له بسكين، محدثا إصابته. وقد أُلقي القبض على المتهم وأَرشد عن السكين المستخدم في الجريمة.

وباشرت النيابة العامة التحقيقات بسؤال عدد من الشهود الذين حضروا المشادة المشار إليها، من بينهم زوجة المتهم، فأجمعت شهاداتهم على طعن المتهم المجني عليه بالسكين على أثر الخلاف على سداد القسط الشهري.

لكن مع استجواب المتهم، فقد أنكر ما نسب إليه من تهم، قائلا إن المجني عليه كان بحوزته سكينا خلال المشادة، وقد “سقط عليه” مما أحدث إصابته.

وأجرت النيابة العامة معاينة لمسرح الجريمة، وندبت الطبيب الشرعي لإجراء الصفة التشريحية على جثمان المجني عليه، بيانا لسبب وكيفية إصابته. وكلفت الإدارة العامة لتحقيق الأدلة الجنائية، بمعاينة مسرح الجريمة لرفع الآثار المادية.

كما أمرت النيابة العامة بحبس المتهم أربعة أيام احتياطيا، فيما يتم استكمال التحقيقات.

شقيق القتيل يروي التفاصيل

وقال شقيق المجني عليه، الدكتور عماد لطفي، في تصريح لموقع “سكاي نيوز عربية” إنه “يريد حق أخيه الذي لم يفعل شيئا سوى أنه أراد حل مشكلة مع إحدى الموظفات (التي تدعى ماريان)، التي توجهت إلى طوخ الخيل للدعاية للشركة، وتسليم الإيصالات لمن دفعوا الأقساط”.

وأضاف عماد أنه أثناء قيام الموظفة بعملها، خرجت زوجة الجاني تطالبها بإيصالات خاصة بأقساط لها دفعتها، فوعدتها الموظفة بتسليمها الإيصال، وهنا جاء زوج السيدة ودخل في بادئ الأمر في مشادة مع زوجته بسبب وجود خلافات قديمة بينهما، بشأن قيامها بأخذ قروض دون علمه.

وتابع: “ثم توجه الجاني الذي يعمل (أمين شرطة) إلى الموظفة وسبها بألفاظ بذيئة، وقد صادف ذلك اتصال أخي بها لمتابعتها، فسمع صوت السباب وعندما علم بوجود مشادة مع زوج إحدى العميلات طلب من موظفين اثنين قريبين منها التوجه إلى المكان لضمان حمايتها، ثم قرر التوجه بنفسه إلى هناك باعتباره مدير الفرع”.

وأردف: “عندما وصل إلى مكان الحادث عاتب زوج العميلة على سبابه للموظفة، فما كان من الجاني إلا الاعتداء اللفظي عليه وعلى الموظفين، معتبرا أن القروض التي أخذتها زوجته من الشركة سببا لمشاكلهما الأسرية، فقرر عادل الانصراف من المكان تجنبا لتطور الأمر”.

وأضاف شقيق المجني عليه: “تفاجأ الحاضرون بعودة زوج هذه العميلة حاملا سكينا في يده متوعدا بقتل عادل، وأسرع خلفه حتى وصل إليه، ورغم محاولة الناس منعه إلا أنه طعنه طعنة أردته قتيلا”.

وتابع: “نرفض إقامة العزاء حتى عودة الحق لأخي عادل، لكننا سنقوم بعمل صلاة اليوم الثالث في مطرانية الكاثلوليك في محافظة المنيا يوم الجمعة”.

من جانبه، كان زميل لطفي، الذي يعمل أخصائي قروض بشركة “أنا المصري”، ويدعى بيشوي جرجس، أحد الشهود الذين أدلوا بأقوالهم في النيابة.

وأوضح في حديث مع موقع “سكاي نيوز عربية”، أنه جرت العادة في الشركة عند حدوث أي مشكلة مع أحد العملاء، بأن يتوجه الموظفون الأقرب جغرافيا إلى مكان المشكلة للمساهمة في حلها، لافتا إلى أنه كان وزميل له يدعى ماجد، أقرب اثنين للموظفة التي تعرضت للسباب.

وأشار إلى أن لطفي طلب منهما التوجه إلى المكان وانتظار وصوله، لكنهما ما أن وصلا حتى سمعا صوت الموظفة وهي تتحدث مع شخص يوجه لها سبابا وألفاظا بذيئة، فتدخلا وقاما بسحبها إلى مكان جانبي بانتظار مدير الفرع، الذي وصل بعد 10 دقائق.

وتابع: “بعد وصول لطفي جاء زوج هذه العميلة وبدأ يتوعد الموظفة، مطالبا إياها بعدم التردد على هذا المكان مرة أخرى مع توجيه السباب لها، وهنا عاتبه عادل وتوعده بتقديم بلاغ للنيابة ضد هذا الاعتداء اللفظي، وجمع الموظفين وطالبهم بالانصراف من المكان”.

وأضاف: “بعد وقت يتراوح ما بين 10 و15 دقيقة وأثناء انصرافنا، تفاجأنا بزوج العميلة وقد أحضر سكينا صارخا (هقتلك يا عادل) وعندما وصل إليه وجها لوجه طعنه في قلبه دون تردد فأرداه قتيلا”.

أما عبد الحليم حسن، صاحب صالة لكمال الأجسام في مركز المنيا، فيؤكد لموقع “سكاي نيوز عربية” أن لطفي كان يتمرن عنده منذ أربع سنوات، وهو رغم ضخامة جسمه وطوله الفارع “إلا أنه لا يرد الأذى لأحد، ويتعامل بطريقة لطيفة للغاية”.

واستطرد في وصف المجني عليه: “دائما كان منهمكا في ممارسة الرياضة والموسيقى والعزف على الجيتار ويحظى بسمعة طيبة.. لقد كان من أقرب أصدقائي”.

وتابع: “أصبت بانهيار بعد معرفتي بنبأ مقتله.. لقد كان صديقا مقربا، مميزا عن أصدقائي كافة”.

يذكر أن العشرات شاركوا في جنازة لطفي، وقد حملوا نعشه واستمروا بترديد هتافات مطالبة بـ”استرداد حقه”.

إلى الأعلى