حوارات واستطلاعات

الكفيف “العمودي” مرجعًا تقنيًا لذوي الهمم بالمكلا

نداء حضرموت – محمد بازهير

“ابراهيم أحمد العمودي” … شاب كفيف، في مطلع عقده الثاني، من مدينة المكلا بمحافظة حضرموت، فقد نعمة البصر، وأعطاه المولى البصيرة، فأصبح مرجعًا تقنيًا لأصدقاءه المكفوفين، ويشعر بالإستياء عندما يسأله البصير “كيف تستخدم هاتفك الآيفون بسهولة؟”.


تحدّث “العمودي” في مستهل حديثه عن صعوبة إلتحاقه في دراسة المرحلة الثانوية بثانوية الشاطئ بمدينة المكلا، مختلطًا مع بقية الطلاب، لإفتقار المحافظة لمدرسة ثانوية خاصة بذوي الهمم.


يصف “العمودي” أن الإزعاج في الصف، كان ابرز العوائق، لإعتماده على حاسة السمع، ناهيك أن الأساتذة غير مؤهلين في التعامل مع حالتهم الخاصة” رغم المراعاة التي تلقاها أثناء دراسته عبر إعفاءه من الواجبات المنزلية.
• طموح متوقف
حزّ في قلبي، وشعرت بالألم، عندما أخبرني بصوتٍ حزينٍ، رغم بشاشته، أنه توقف عن الدراسة بعد أن أكمل المرحلة الثانوية، ولم يستطيع دخول الجامعة لأنه لم يجد من يمسك يديه ليأخده من وإلى الجامعة يوميًا.


لقد توّقف عن حلمه في دراسة الصحافة والإعلام، وهو الذي يعشق الإذاعات المجتمعية، ويطمح أن يكون مذيعًا.


وعندما سألته :”لماذا لا تدرس IT؟” لشغفه بالجانب التقني، سرعان ما أجابني :”أن الجامعات اليمنية تفّتقر للإمكانيات الحديثة، عكس الجامعات السعودية أو الإماراتية، اللتان يراعيان الحالة النوعية لذوي الاحتياجات الخاصة”.

وهنا اغتنم الفرصة عبر منصة #بعد_مختلف في إطلاق مناشدة لرجال الأعمال والمؤسسات الخيرية، التدخل في عمل لفتة للشاب “ابراهيم أحمد العمودي” ليواصل حلمه وطموحه المتوقف، عبر إلتحاقه بالجامعة، وتحقيق ذلك.


• تساؤلات متكررة
يروي “العمودي” قصته مع استخدام هاتفه الآيفون، بشعور متعض وإستياء شديد، بالقول :”لا تخلو زيارتي لاسواق المدينة، من تلقي عشرات التساؤلات، مفادها [كيف تستخدم هاتفك الآيفون بسهولة]” لأن ذنبي أنني احمل هاتف، كأي مواطن آخر، يحق له ذلك”
يكون رد العمودي لمثل هذه التساؤلات بالإجابة التطبيقية، عبر تصفحه هاتفه، أو قيامه بزيادة إضاءة الشاشة، أو أي طلب يطلبه المتسائل ليجيبه عن ذلك تطبيقيًا، ليغادر المواطن والحيرة تكسو تقاسيم وجهه، دون معرفته كيف يقوم بذلك.


يعلّق “العمودي” عن ذلك، قائلًا :[أن الشاب الكفيف يستطيع أن يعيش ويستخدم أجهزة الإتصال بأريحية، فقد قامت شركة “أبل” بعمل خاصية لمساعدة الأكفاء في استخدام أجهزتها الذكية، في كل جهاز، وكذلك الحال في شركة “سامسونج”].


مشيرًا أن الشركة الأخيرة لابد من تحميل أداة لتفعيل الخاصية، مؤكدًا أنه بالإمكان الاستعانة بمساعد قوقل في الأجهزة الحديثة، ولكن توافقيته في الاستخدام غير دقيقة”.

كشف العمودي الذي يملك هاتف آيفون7 في سياق حديثه:” أنه يملك قروبات في الواتساب لزملائه الأكفاء، والأصدقاء والأقارب، لمساعدتهم في مشاكلهم التقنية، سواء بإرسال روابط تحميل مباشرة لأي برامج يريدونها، أو حل المشاكل التقنية الخاصة بالآيفون، عبر إرشاد أي شخص بالخطوات التي يعملها، وإرشادهم في أي هاتف يقتنوه”.


أوضح العمودي أنه يستمد معلوماته من اليوتيوبرز المختصين بالجانب التقني، وكذلك متابعته الحديثه للقنوات الخاصة بالمكفوفين.

يطمح ابراهيم العمودي في ختام حديثه، أن يفتح قناة خاصة به في اليوتيوب، ولكن ضعف الإنترنت في البلاد، وقبل ذلك؛ عدم وجود نقطة اتصال في منزله، حال دون ذلك.

إلى الأعلى