محليات

المسافة بين النقد البناء الهادف، والنقد الهدام الجارف

كتب : حسين باعوضة

بداية نقول للذين يستغلون الانتقادات الهادفة والبناءة في إطار حاملي القضية الجنوبية العادلة؛ لأهداف نعلمها ويعلمونها !.
إن ظاهرة النقد هذه، صحية ولا شك، وتحدث في المجتمعات الراقية التي تنبذ الأخطاء أيٍ كانت ومن أيٍ كان. ومعلوم قطعاً أن الغرض من تلك الانتقادات تصحيح المسار، وتصويب الأخطاء، وتقويم الإعوجاج.
وليس ذلك بجديد على ذوي العقول الواعية، والألسن الصادقة، والأيادي النظيفة.

ولكن نرثى في الحقيقة، لحال من يجهدون أقلامهم بتحريف تلك الانتقادات، أو تسقيم فهمها، لتصب في مصلحتهم كأعداء، لغرض شق صف أبناء شعبنا العظيم؛ وهيهات أن يتمكنوا من ذلك، طالما أن هناك عقول تعي وتميز، بين الغث والسمين، والصحيح والسقيم، والحق والباطل.
وفي الوقت ذاته نعذر ذوي النوايا السليمة من إخواننا، الذين انساقوا لأقلام هؤلاء، دون إدراك !.

شعب الجنوب لديه قضية مصيرية قطعية، تجري في شرايين دمه، وخلجات قلبه، وثنايا روحه.
لذا من الصعوبة بمكان، أن يحقق أعداء الجنوب بكل أصنافهم وتوجهاتهم، أحلامهم الكابوسية، بإفشال قضية شعبنا الجبار، الذي عانى كثيراً، مرارات احتلال بغيض مارس كل أصناف الحقارة والإجرام، والتي تجاوزت ممارسات العدو الصهيوني ضد شعب فلسطين في الأرض المحتلة.

وإنني إذ أجزم أنهم بأساليبهم هذه، يعلمون في قرارة أنفسهم أنهم لن يصلوا إلى مبتغاهم، ولكن ما هي إلا مكابرة الذين يدركون أنهم مهزومون معنوياً، بعد هزائمهم الميدانية المتكررة، طيلة السنوات الست الماضية نتيجة أخلاقياتم المتسمة بالخداع والمكر والخيانة !.

وهل يا ترى يعلمون أيضاً أن شعبنا الجنوبي الحر، بات أكثر صلابة من ذي قبل، وصار سداً منيعاً تتحطم أمامه كل الدسائس والمؤامرات؛ أم أنهم حتى في أمرٍ كهذا، قوم يكابرون ؟!.

إلى الأعلى