كتب/ د. عيدروس نصر
بالأمس اغتيل في ظروف غامضة الكاتب والمفكر السياسي اللبناني لقمان سليم، وهو ذو الأصول الشيعية والمقيم في الضاحية الجنوبية لمدينة بيروت العاصمة اللبنانية، وهو الناقد بقوة بقلمه وصوته وكل مواقفه للسياسات المليشياوية لحزب الله، وكان لقمان سليم قد وُصِمَ بالخيانة والعمالة والولاء للصهيونية وعلى خلفية ذلك تلقى تهديدات بالتصفية الجسدية، وأبلغ السلطات الرسمية بذلك وطلب الحماية الرسمية لحياته، وجاء اغتياله ليطرح العديد من الفرضيات والاحتمالات ويقدم العشرات من الأسئلة أبرزها من المستفيد؟
وبالأمس وفي محافظة شبوة الجنوبية تلقى الناشط السياسي والكاتب المثابر الأستاذ صالح علي الدويل با راس، رسالة تهديد ضمني له ولأسرته ولأقاربه على خلفية كتاباته المعروفة للجميع والموجهة ضد جماعتي الحوثي والإخوان المسلمين وضد السلطات الرسمية في محافظة شبوة والتي يسيطر عليها الإخوان، ممثلون بالتجمع اليمني للإصلاح تبعا لما يسميها الزميل با راس بــ”سياسة التمكين”.
نختلف أو نتفق مع الزميل الكاتب الناشط صالح علي الدويل با راس، لكننا نرفض رفضا مطلقا تلك الثقافة الإرهابية التي تستهدف تكميم أفواه جميع الأصوات الرافضة للهيمنة والتبعية والتمكين والفساد والاستبداد والإرهاب والاستحواذ والاستقواء.
نعم ربما كان الزميل با راس وأسرته وأقاربه ممن حملوا السلاح واتجهوا إلى جبهات المواجهة مع الغزو الحوثي في العام 29015م، لكنه وفي ظروف الحوار السياسي ومنذ هزيمة الغزو الحوثي في العام 2015م، لم يستخدم ولا يستخدم إلا صوته وقلمه لمقارعة الفساد الحكومي وسياسات الاستحواذ والمصادرة، والتضليل والخداع، وعمليات التغييب والإرهاب والاغتيال التي تشهدها محافظة شبوة في ظل السطوة الإخوانية على القرار السياسي والإداري والأمني في المحافظة وهو يجهر بآرائه علنا ولا يكتمها أو يمارسها في الخفاء كما لا يمارس شيئا خفيا يخالف به القانون ليمكن محاسبته عليه.
ولو أن الزميل با راس ارتكب ما يخالف القانون فكان بإمكان السلطات الرسمية في شبوة أن تعامله وفقا للقانون لا أن تسلك معه سلوك العصابات، لكن هذا ما حصل وهذا ما يدعو كل ذي رأي حر إلى إدانة ثقافة التهديد والوعيد وحماية كل من يتعرض لهما مهما كانت مواقفه أو موقعه أو انتماؤه السياسي والاجتماعي.
التهديد والوعيد مثل الاغتيال ليس دليلاً على أحقية أو مشروعية أو حتى قوة موقف من يتبناه، بل إن من يلجأ إلى تهديد من يخالفه الرأي أو يتهمه بأمر ما، إنما يبرهن أن هذا المخالف على صواب وأن ما يطرحه من آراء وما ينشره من اتهامات صحيحة كل الصحة، وإلآ لما احتاج المتَّهَمون إلى تكميم أفواه المُتَّهِمين.
كل التضامن مع الزميل الكاتب والناشط السياسي الأستاذ صالح علي الدويل با راس، ورحم الله الشهيد لقمان سليم
وليخسأ الخاسئون