كتب/ أبوبكر باجابر
قرأتها مرارا ، ولا أزال كلما قرأتها أتوقف عند :
- صيغة الاشتراط التي أخذتْ شكل الأمر أو الطلب (كُوني) كشرط ، والجواب (يكن) جزاءً ونتيجةً حتمية الحدوث حال الأخذ بعلِّتها ..
إنَّ هذا الأسلوب يوحي لنا بتشكيل صورة لموجِّه الخطاب ، وسلطته النافذة التي منحتْه حقّ الأمر , ووضعه كشرط وتحديد النتائج المترتبة على ذلك بصورة لا تقبل النقاش ولا التفاوض
وإلا كان جعلها في صيغة أقل وطأة كأن يقول ( كلما كنت له أنثى كان لك رجلا ) أو ( من تكن له أنثى يكن لها رجلا ) …. إلخ
- المقابلة بين (أنثى) و(رجل) والأنثى لفظ يطلق على الجنس والرجل لفظ مخصوص محدد من الذكورة ، يشمل مجموعة من الذكور تميزوا بخصائص ميَّزتهمم عن غيرهم من الذكور , فالأنثى جنس , وقد تكون أنثى حمار أو أنثى أسد أو أنثى قط أو أنثى إنسان حتى !
بينما الرجل لا يطلق إلا على نوع خاص ومميز من ذكور الإنسان ..
وهذا يجعلنا نستشف من الخطاب أنَّ صاحب الجلالة والخطاب لا يرى للأنثى ولا يريد منها أي مزية ترتقي بها عن كونها أنثى ..
هو يريدها أنثى فقط تصلح لكل ما تصلح له أنثى المخلوقات جميعا ..
ولولا كون الخطاب كان للعاقل , وإلا كنا تهنا في أنثى هذا الخطاب , وظللنا نبحث عنها حتى في زرائب الماعز وإسطبلات الخيول !
مما سبق ومما سيأتي أيضا سنعرف فقط كيف نريد من المرأة (الأم والأخت والحبيبة) أن تكون , دون أن نعرف ماذا تريد هي , قبل السؤال عن ذلك بــ (كيف) أو أي صيغة أخرى للسؤال الذي هو المنفذ الأوحد في حواسيب المعرفة ..