لم يكن عبثاً اتخاذ قرار شراكة المجلس الانتقالي مع القوى اليمنية تحت مسمى مجلس القيادة الرئاسي، بقدر ما هو سياسة إستراتيجية من قبل قيادة المجلس الانتقالي المبنية على مسألة التمكين والسيطرة على مؤسسات الحكم وبناء الدولة، وتعد سياسة الشراكة سياسة مبنية على استراتيجية التغلغل في مؤسسات الحكم وقضمها جميعاً جزء جزء بطريقة النفس الطويل وصولاً إلى السيطرة الكاملة وهي ما تجلت في هذه اللحظة، وهذا ما لا يستوعبه كثير من رفاقنا الذين يخونون قياداتنا السياسية ويخونونا أيضا بصفتنا قيادة الصف الثاني وربما الثالث، لكن اليوم وبعد أن اثبتت جدوى إستراتيجية المجلس فعلها وحققت اهدافها التي رسمت في هذا الاستراتيجية. آن الأوان بأن تنخرط كل القوى الجنوبية المناضلة في لإستراتيجة المجلس الانتقالي في المرحلة الفرافقة والهامة لماذا؟
لأن الجنوب لن يبنى الا بكل ابناءه وقواه السياسية مجتمعة، هي دعوة من المجلس الانتقالي الجنوبي وقيادته، لكل القوى الجنوبية أن تلتحق بقطار التحرير الجنوبي كي لا ينحرموا من لحظة تسجيل اسمائهم ضمن سجلات التاريخ المشرف.
يتبادر في ذهنيات بعض الاخوان الجنوبيون المناوئين للمجلس سؤال جوهري ومهم وهو ماذا بعد السيطرة وفرض الأمر الواقع؟
الجواب بكل بساطة أن الكل يشاهد كيف تدار المرحلة بكل حنكة واقتدار من قبل قيادة المجلس الانتقالي، فهي لن تعلن الاستقلال فجأة، بل تبني ركائز الاستقلال، أي بناء مؤسسات الحكم أولاً، ثم ادارتها من قبل كوادر جنوبي مؤهل تستطيع تقديم نموذج مشرف هدفه تقديم افضل الخدمات لشعبنا الجنوبي ثانياً.
أن شراكة المجلس الانتقالي في مجلس القيادة الرئاسي منحته الشرعية أمام العالم إضافة إلى منحهِ التحرك على اوسع نطاق سياسي شرعي مكناه من قضم مؤسسات الحكم ومنها الوزارات وهي الاهم في وزارات الحكومة.
هكذا اثبتت قيادة المجلس الانتقالي فاعليتها السياسية واستطاعت أن تستعيد ثقة شعبها الجنوبي أن المجلس افضل لاعب سياسي في ادارة شؤون السياسة والحكم.
وعليه يمكن أن تقرأ تصرفات قيادة المجلس الانتقالي بأنها تصرفات إستراتيجية لن تخطئ الاهداف التي رسمها شعبنا الجنوبي العربي القاضية بالتحرير والاستقلال وبناء الدولة الجنوبية على طريق الاعتراف الاقليمي والدولي بالدولة الجنوبية العربية الفيدرالية.
هنيئاً لشعب الجنوبي العربي هذه الانتصارات وهذا إذ لم يتحقق لولا القيادة الاستراتيجية لشخص الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزبيدي.
صابر بن مقنع المُرّي
٢٠٢٥/١٢/٢٢
