يترائى للبعض ان النزاع في جنوب اليمن نزاعاً محلياً، ويبدو ان هذه النظرة قاصرة إلى حدٍ كبير، حيث يعد هذا النزاع في جغرافيتنا الجنوبية محلي تتداخل فيه المصالح المحلية والاقليمية والدولية، وهذا امر طبيعي في علاقة الدول بعضها ببعض حيث تعتبر التداخلات في المصالح جزء لا يتجزأ من العلاقات الدولية المبنية على تلك المصالح.
اي ان ما حصل في المنطقة لهو إرادة دولية ممسكة بخيوط الازمة اليمنية ومنذ بروزها على طاولة الفاعل الدولي، وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية، لذلك التقطت القيادة السياسية في المجلس الانتقالي الجنوبي عبر قراءة فاحصة للسياسيات الأمريكية وقراءة توجهاتها ما يتعلق بحسم الصراع في المنطقة اليمنية من بوابة المنطقة الشرقية، والهدف حسم الصراع في مؤسسة الشرعية ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي لصالح المجلس الانتقالي وقواته المسلحة الجنوبية من اجل امرين مهمين:
الاول: وحدة القرار السياسي
الثاني: وحدة القرار العسكري
هذه القراءة من قبل دوائر المجلس الانتقالي مكنت الرئيس الزبيدي من اتخاذ القرار العسكري للتحرك شرقاً باتجاه محافظتي حضرموت والمهرة، وحسم الامور فيها وبسرعة باغتت كثير من القوى المحلية والاقليمية، وحتى الدولية.
القرار الامريكي:
بعدما منيت الشرعية بالفشل بالتقدم إلى جبهات القتال في مواجهة الانقلابيين الحوثيين، ومنذ عام ٢٠١٥، اي بعد اكثر من عشر سنوات من الفشل قررت الولايات المتحدة الأمريكية حسم الصراع في مجلس القيادة الرئاسي من خلال توحيد القرار العسكري والسياسي، ولم تجد قوة نافذة قادرة على توحيد هذا القرار من واقع نظري إلى ميداني الا قوة المجلس الانتقالي الجنوبي بصفته الفاعل المنتظم سياسيا، وعسكريا ويمتلك قاعدة شعبية ممكن ان تساهم في وحدة القرار السياسي والعسكري لحسم الامور شرقا، ثم توجيه البوصلة نحو الانقلابيين وهزيمتهم، وهذا اجراء يضع قادة الشمال السياسية والعسكرية على المحك ما يتعلق بمصداقيتهم في مواجهة الانقلابيين الحوثيين بتحرير عاصمتهم صنعاء اليمنية.
لذلك تتحرك الولايات المتحدة الأمريكية بناءً على استراتيجيتها الوطنية ما يتعلق بالملفات التي تشكل خطراً على امنها القومي سواء من خلال حماية المناطق الجيو سياسية التي تشكل خطراً على امنها القومي مثل البحر الاحمر والممرات المائية التي تهدد التجارة العالمية، حيث تعتبر البحر الاحمر ومضيف باب المندب وقناة السويس مجالات حيوية اثرت على مصالحها التجارية بسبب عدم قدرة الشرعية اليمنية لحفظ تلك المصالح الدولية،
لهذا تنظر الولايات المتحدة الأمريكية لمنطقة جنوب اليمن التي تتخذ الشرعية مقراً لها منطقة توتر غير مستقرة بسبب فشل حكومة الشرعية الضعيفة.
هذا الفشل جعل من الرباعية، ومنها التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ان تقتنع بالقرارات الشجاعة التي اتخذتها قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة البطل الرئيس عيدروس بن قاسم الزبيدي بالتوجه شرقاً نحو محافظتي حضرموت والمهرة وتحريرها من قوات المنطقة العسكرية الاولى المحتله لها ومنذ حرب صيف ١٩٩٤ على الجنوب، والهدف العام توحيد القرار السياسي والعسكري لمواجهة الانقلاب الحوثي.
اما الهدف الخاص تحرير ارض الجنوب وأعلان استقلال وقيام دولة الجنوبي العربي.
#دولة الجنوب العربي
صابر بن مقنع المُرّي
٢٠٢٥/١٣/٩

