كتب/ توفيق جوزليت
أجواء من القلق ، و السخط، و الإنتقادات اللاذعة لما آلت إليه الأوضاع المعيشية و الأمنية في المحافظات الجنوبية و في مقدمتها عدن، بعدما تأكد بفعل الملموس أن اتفاق الرياض وصل الى باب مسدود، بل و فشل فشلا ذريعا تتحمل بشكل مباشر مسؤولية هذا الفشل دول التحالف أي السعودية و الإمارات.
في المقابل هناك أصوات في الشارع السياسي الجنوبي تطالب يالتريث و العقلانية قبل إصدار انتقادات بعضها لاذعة في حق المجلس الانتقالي.و إن كنت أميل إلى إعطاء المزيد من الوقت لقيادة المجلسالانتقالي،لكون المعارك الكبرى تحتاج إلى ترتيبات بعيدة عن الإندفاع و العاطفة ، إذ يجب الإقرار أن الإنتقالي يواجه تعقيدات إقليمية وحسابات جيوسياسية متبيانة تحول دون إحلال السلم و السلام في اليمن و تضعه امام تحديات جديدة عسكريا و سياسيا و ديبلوماسيا، والعمل على إعادة صياغة مؤسساته و إعادة النظر في أولوياته
هل يدرك الرئيس عيدروس الزبيدي إن احتواء المجلس الانتقالي لعناصر انتهازية، أو ارتباطها العضوي بالقضية الجنوبية شبه منعدم أو عناصر تفتقد إلى الحد الأدنى من الكفاءة في مجال تخصصها يشكل إحدى السلبيات و العقبات التي يجب عليه أن يتعامل معها بواقعية لكي يتمكن المجلس من الإرتقاء بعطاءه خصوصا أن المحافظات الجنوبية متخمة بالمشاكل، التي تستوجب على الإنتقالي أن يعطي الأولوية لتلك المشاكل حسب أهميتها، بل و بعد فشل اتفاق الرياض أن يقدم رؤية واضحة وواقعية الى الشعب الجنوبي
في الوقت الذي تستمر فيه معانات الشعب الحنوبي ، تجد السعودية نفسها في مواجهة عسكرية قوية من قبل قوات الحوتي التي أضحت قاب قوسين من السيطرة على مأرب و ما لها من دلالات عسكرية استراتيجية، أما مواقعها النفطية فهي عرضة لهجمات من قبل الصواريخ التي ترسلها قوات الحوتي مما فرض عليها اللجوء الى الجيش البريطاني لحمايتها
على صعيد تطبيق مقتضيات الرياض فلا ريب أن
الاتفاق بشكله الهزيل واستمرار السعودية في حالة اختزان الموقف ادى الى النتيجة المنطقية في كونها
ستتعرض إلى خطورة تزايد آثر التدخلات الإقليمية في الصراع .كماسوف تتحمل مزيدامن الضغوطات الشعبية ، مما يهدد بخروج الأوضاع عن السيطرة بالكامل
و الأزمة مستمرة..