نداء حضرموت – خاص
في الذكرى العاشرة لتحرير محافظة الضالع من ميليشيا الحوثي، استعاد ناشطون جنوبيون لحظات المجد التي صنعتها سواعد المقاومين، وأكدوا أن هذه المحافظة لم تكن مجرد ساحة معركة، بل تحولت إلى أيقونة للنضال وروح خالدة تلهم الأجيال.
الضالع.. مدرسة نضال ومشروع شهادة
الناشط محمد النود وصف الضالع بأنها “ليست فقط محافظة جنوبية محررة، بل أصبحت أيقونة للتحرر والمقاومة”، مشدداً على أهمية ترسيخ مكانتها في الوعي الجنوبي والعربي كرمز نضالي حي وملهم. وأضاف: “الضالع تمثل الروح الجنوبية التي لا تعرف الاستسلام، وتجسد الإرادة التي تصنع النصر وتؤسس للحرية والسيادة والاستقلال”.

أما صدام بلبحيث النعماني فقد توقف عند التضحيات الجليلة، قائلاً: “لن تجد استبسال أب وأبنائه الأربعة يستشهدون في سبيل الوطن سوى في الضالع. أسرة الشوبجي عنوان أسطوري يعجز اللسان عن وصف تضحياتهم الجسيمة، وقد أصبحوا مدرسة لمشروع شهادة حقيقي للدفاع عن الأرض والعرض”.

جبهة كرامة وسياج للجنوب
من جانبه، أكد الناشط محمد العماري أن الضالع ليست مجرد محافظة، بل “جبهة كرامة، وقلعة نصر سطر فيها الجنوبيون تاريخاً بالدم والرجولة”، مشيراً إلى أن من أرضها “انكسر مشروع التمدد الفارسي، وتهاوى غرور المليشيات الغازية”.

في السياق ذاته، قال زيد بن يافع إن الكفاح الجنوبي في الضالع لم يكن حدثاً معزولاً، بل امتداداً عضوياً لمسار طويل من النضال من أجل الكرامة وتقرير المصير. وأضاف: “ما جسده الجنوبيون في الضالع وسواها، هو أن الإرادة حين تتجذر في وعي جمعي حي، تصبح قوة لا تقهر، حتى ولو واجهت أعتى أدوات القمع”.

بداية مشروع تحرير الجنوب
أما عبد القادر أبو الليم فقد ذهب إلى أن معركة تحرير الضالع لم تكن مجرد معركة لتحرير مدينة، بل كانت معركة تحمل مشروعاً لتحرير الجنوب بأكمله، مضيفاً: “لقد تظافرت فيها الجهود، وتقدمت فيها سواعد الرجال من كل الجنوب، وكانت الطلقة الأولى في جسد المشروع الإيراني”.

تاريخ من المجد
تحل الذكرى العاشرة لمعركة تحرير الضالع، وقد رسخت هذه المحافظة اسمها في ذاكرة الجنوب كجبهة للبطولة والوفاء، ومفصل تاريخي لا يمكن تجاوزه في سردية التحرر الوطني، وكمحطة انطلقت منها شرارة المقاومة التي لا تزال جذوتها مشتعلة حتى اليوم.
