أبين (نداء حضرموت) خاص
برعاية كريمة من الرئيس القائد اللواء عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، نظّمت منسقية المجلس الانتقالي الجنوبي بجامعة أبين، صباح يوم الخميس الموافق 24 أبريل 2024م، ندوة علمية بعنوان: “أبين بين مطرقة النزوح وسندان المنظمات الداعمة”، وذلك في مبنى المنسقية بمدينة زنجبار عاصمة المحافظة، وسط حضور نخبة من الأكاديميين والباحثين والمهتمين بالشأن الإنساني والمجتمعي.
استُهلت الندوة بكلمة ألقاها أ.د.محمد منصور بلعيد، رئيس الفريق الإعلامي والثقافي بمنسقية جامعة أبين، رحّب فيها بالحاضرين، وأشار إلى الوضع الحالي الذي يمر به الجنوب والحملات الإعلامية الشعواء تجاه المجلس وتداعياتها على الجنوب والواجب على الإعلام والجهات الإعلامية التصدى لمثل هذه الحملات المغرضة، مشيرا في الوقت نفسه إلى مشاركة المنسقية وممثليها مع احتفالات ذكرى تحرير حضرموت التي تقام اليوم بالتزامن مع ندوة إدارة الإعلام التي لا تقل عن نضالات شعبنا الجنوبي ضد قوى البغي والتسلط وأعوانهم في الداخل. مؤكدًا أن هذه الندوة تأتي في إطار جهود المجلس الانتقالي الجنوبي لتسليط الضوء على القضايا التي تؤرق المجتمع الجنوبي، وعلى رأسها قضية النزوح وما تفرزه من تداعيات اقتصادية وخدمية واجتماعية، خصوصًا في محافظة أبين التي تحملت العبء الأكبر من موجات النزوح خلال السنوات الماضية.
وقد قدمت الورقة العلمية الرئيسة الدكتورة أسرار الفقيري، التي ناقشت ظاهرة النزوح من منظور إنساني وتنموي، مبينةً أن محافظة أبين باتت تتحمل أعباءً مضاعفة نتيجة التوسع غير المنضبط للنزوح، إلى جانب سوء إدارة ملف الدعم الإنساني من قبل بعض المنظمات الدولية. وأشارت إلى غياب استراتيجية واضحة تضمن العدالة في توزيع المساعدات، مما أدى إلى تهميش سكان أبين الأصليين لصالح النازحين، وهو ما يُحدث خللاً في النسيج المجتمعي ويهدد الاستقرار المحلي.
كما قدم ا.د. محمد منصور علي بلعيد، ورقة علمية أوضح في مضمونها أن المجلس الانتقالي الجنوبي قد عبّر عن قلقه من محاولات التوطين المقنّع للنازحين في محافظات الجنوب، وأكد أن العديد من ورش العمل والندوات خلصت إلى موقف موحد يدعو إلى العودة الطوعية للنازحين إلى مناطقهم الأصلية، ورفض محاولات تغيير الهوية السكانية للمحافظات الجنوبية.
وشهدت الندوة مداخلات متعددة من الحاضرين، أثرت النقاش ولامست جوانب مختلفة من القضية، من بينها الضغط على الخدمات الصحية والتعليمية، والدور الإشكالي الذي تقوم به بعض المنظمات الإغاثية في تعزيز هذا الوضع من خلال تعاملها غير المتوازن مع المجتمع المحلي.
وفي ختام الندوة، خرج المشاركون بعدد من التوصيات، أبرزها: ضرورة وضع استراتيجية وطنية وإقليمية للتعامل مع النزوح، تضمن الحفاظ على النسيج المجتمعي المحلي، والمطالبة بإعادة النظر في آلية توزيع المساعدات من قبل المنظمات، وضمان شمول أبناء المحافظة في برامج الدعم، وتعزيز الشفافية في عمل المنظمات الإغاثية، ومطالبة السلطة المحلية برفع تقارير دورية حول توزيع المساعدات.
تأتي هذه الندوة استمرارًا لمسارٍ طويلٍ من الفعاليات التي يُقيمها المجلس الانتقالي الجنوبي في مختلف المحافظات الجنوبية، دعمًا لقضايا الهوية والاستقرار المجتمعي.
