محليات

بعدما اصبح تنفيذه مطلباً دولياً..هل ينسف تصعيد الاخوان بـ”أبين” اتفاق الرياض؟

نداء حضرموت – ارام

تجددت المعارك العنيفة مساء أمس السبت، بين القوات العسكرية المحسوبة على الحكومة اليمنية، وقوات تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، في محافظة أبين، جنوبي البلاد، بعد يوم واحد على أعنف المواجهات منذ إعلان وقف إطلاق النار بين الجانبين، في يونيو/ حزيران، من العام الجاري.

وتهدد هذه التطورات باتساع هوّة الخلاف بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي، بعد حالة التقارب الكبيرة بينهما على صعيد مسار تنفيذ اتفاق الرياض، المُبرم قبل عام، برعاية السعودية.

وقال المتحدث العسكري، لقوات المجلس الانتقالي الجنوبي، بمحور أبين، محمد النقيب، على تويتر، إن المواجهات التي تجددت أمس السبت، تمحورت في القطاع الساحلي، على الطريق العام الرابط بين مدينتي شقرة وعاصمة محافظة أبين زنجبار، بعد ”معاودة ميليشيات الإخوان الإرهابية خروقاتها مستخدمة السلاح الثقيل والمتوسط، قواتنا المسلحة الجنوبية الباسلة ترد بقوة وحزم وتلحق بميليشيات العدو خسائر كبيرة“.

قوات محلية للفصل

وشهدت محافظة أبين، التي تتقاسم قوات الطرفين سيطرتها على نطاقها الجغرافي، يوم الجمعة، مواجهات هي الأعنف منذ أشهر، تسببت بمقتل وإصابة العشرات من الطرفين، بينهم ضباط، دون إحراز أي تقدم ملموس، بينما تبادل الطرفان الاتهامات حول الطرف المهاجم لمواقع الطرف الآخر، والمتسبب بانفجار الوضع عسكريا.

وتناقلت وسائل إعلام محلية، أنباء عن وصول وحدات عسكرية تابعة لألوية العمالقة، من الساحل الغربي للبلاد، إلى محافظة أبين، مساء أمس، للفصل بين القوات المحسوبة على الحكومة والمتهمة بالانتماء إلى جماعة الإخوان المسلمين في اليمن، والقوات العسكرية التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، ومراقبة خطوط التماس بين الجبهتين، بإشراف من قوات التحالف العربي.

ونفت مصادر عسكرية مطلعة في ألوية العمالقة، في حديثها، لـ“إرم نيوز“، وصول هذه القوات إلى أبين، لكنها أكدت أن الموضوع مطروح في الوقت الحالي، ”ويتم التشاور والتنسيق مع الجهات المعنية من الطرفين، وتم تشكيل لجنة للنزول إلى أبين خلال اليومين المقبلين“.

محاولات تعطيل

ومع استمرار المواجهات بين الطرفين ميدانيا، وحصدها العشرات من القتلى والجرحى، تصاعدت المخاوف من تأثيرها وتهديدها لحالة التوافق والتقارب السياسي على طاولة المشاورات بينهما في العاصمة السعودية الرياض، واقتراب بدء استكمال عملية تنفيذ بنود اتفاق الرياض، من خلال إعلان تشكيل الحكومة الجديدة وتنفيذ الخطوات المتعلقة بالشقّين العسكري والأمني، المتمثلة بانسحاب قوات الطرفين وعودتها إلى مواقعها السابقة، وإخراج القوات العسكرية من العاصمة عدن، كخطوة أولى.

ويرى نائب رئيس الدائرة الإعلامية في المجلس الانتقالي الجنوبي، منصور صالح، أن ”محاولات تعطيل تنفيذ اتفاق الرياض، من خلال الأحداث الأخيرة التي شهدتها أبين، لها تأثيرها، لكنها لن تنجح في تعطيل الاتفاق؛ لأن هذا الاتفاق لم يعد مطلبا للمجلس الانتقالي الجنوبي أو للتحالف العربي، بقدر ما أصبح اليوم إرادة دولية، إذ يؤكد المجتمع الدولي بأكمله من الأمم المتحدة إلى مقترح الدول المؤثرة في صناعة القرار الدولي، أهمية تنفيذ هذا الاتفاق باعتباره طريقا ومدخلا لحل المشكلة اليمنية بشكل عام“.

ويقول صالح، في حديث لـ“إرم نيوز“، ”إنهم يدركون أن هذه المحاولات ليست سوى محاولات لتعطيل تنفيذ اتفاق الرياض، وهي تأتي من أطراف سعت وتسعى لتسجيل حضورها، ولمحاولة استفزاز وفد المجلس الانتقالي الجنوبي الموجود في الرياض، للانسحاب، وأيضا لتفجير الوضع، اعتقادا منها بأنها تستطيع صناعة واقع جديد في الحالة الراهنة“.

وأضاف: ”نحن في المجلس الانتقالي الجنوبي، حريصون على تفويت الفرصة على كل محاولات التعطيل والاستفزاز، والاستمرار في المضي مع القوى الراغبة في تنفيذ اتفاق الرياض، سواء كانت في الحكومة أو الأشقاء في التحالف العربي“.

ويعتقد الناشط السياسي، أحمد الربيزي، أن الإخوان المسلمين في اليمن، يسعون إلى تفجير الأوضاع، وعرقلة إعلان الحكومة الجديدة، من خلال الزجّ بـ“المغرر بهم“ واختراق وقف إطلاق النار ومهاجمة القوات الجنوبية بأبين، في الوقت الذي تشهد فيه العلاقة بين الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، ورئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عيدروس الزبيدي، حالة من التقارب.

وقال في تغريدات على تويتر، إنه ”ينبغي على الرئيس هادي، وكل الصادقين معه في الشرعية، أن يكون لهم موقف صريح يدين تصرفات إخوان اليمن واتباعهم، أما الاستمرار في لعبة الأدوار فلن تنطلي على أحد، فقد فاض الكيل“.

قفز على الاتفاق

ورغم حالة التوافق والتقارب بين الرئاسة اليمنية وقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي، منذ أكثر من شهرين، خلال المشاورات التي شهدتها العاصمة السعودية، على طريق تسريع تنفيذ اتفاق الرياض الذي قدمته المملكة، إلا أن عملية إعلان الحكومة الجديدة وفق الاتفاق، والبدء في الخطوات الفعلية لانسحاب القوات العسكرية للطرفين تأخرت كثيرا، متجاوزة كل الفترات الزمنية المحددة لها، بعد مضي أشهر على تعيين الرئيس اليمني، أحمد لملس الأمين العام للمجلس الانتقالي الجنوبي، محافظً لعدن، وتكليف رئيس الحكومة الحالية، معين عبدالملك، بتشكيل حكومة الكفاءات الجديدة، أواخر يوليو/ تموز الماضي، ضمن ترتيبات الآلية الجديدة لتسريع تنفيذ اتفاق الرياض.

إلى الأعلى