نداء حضرموت -تقرير: صابر بن مقنع – تصوير: رشيد بن شبراق
أقيمت اليوم السبت بتاريخ 13 /11 /2020 ندوة أدبية في قاعة اتحاد الادباء وكتاب الجنوب بالمكلا، تحت عنوان باكورة أعمال أ.صالح حسين الفردي “هواجس مشاغبة” حيث ابتدأت بكلمة افتتاحية رحب من خلالها الأستاذ صالح الفردي بضيوفه، ثم عرج في مقدمة مختصرة عن باكورة اعماله الأدبية الإعلامية شارحاً كيفية تخلق فكرة التأليف في ذهنه.
وقد فسر فكرته عن اصدار كتابه الادبي الأول من خلال قصيدته التي قدمها للحضور والتي من خلالها عبر عن واقع حضرموت ونظرته لهذا الواقع .. تاريخها .. واقعها .. ازماتها .. ممكناتها .. نقدها وعدم فاعليتها حاضراً، ثم تيهها التي ينذر بضياعها مستقبلاً.
تساؤلات جمة طرحها المؤلف تنم عن حرصه وحبه لمعشوقته حضرموت .. هذا ما عبر عنه الكاتب الفردي في عجالة حول محتوى إصداره الأول تاركاً الحديث للشاعر عبد الله سعيد بن سلمان ليقدم قصيدة للحضور مهداه الى زميله ورفيق حياته الأستاذ الفردي بعنوان هواجس مشاغبة.
الدكتور باعيسى وقراءته النقدية للكتاب:
تربع على مشهد الفعالية الناقد الدكتور عبدالقادر باعيسى أستاذ اللغة العربية في كلية الآداب بجامعة حضرموت، ليقدم للحضور قراءته النقدية للكتاب وتحليل فكرة المؤلف إضافة الى الخوض في خصوصية ونفسية المؤلف التي تجول فيها من خلال قراءته الناقدة للمؤلف واصفيا إياه بالإعلامي الأديب الذي عبر عن معاناته وشعوره بالضياع والتيه في وطنه من خلال عدم إحساسه بالمكانة التي يستحق أن يكون فيها في وطنه كإنسان أولاً وهذا ما يعانيه كثير من البشر في هذا الوطن، فشعور الإنسان بالإنتقاص من مكانته الوجودية في وطنه اولاً ثم المعمورة ثانياً لهو قمة المعاناة التي يعاني منها الانسان في وطننا العربي الكبير وهذا ما تخمر في فكر المؤلف من خلال إصداره الأول.
فقد فند الناقد الدكتور باعيسى ان المؤلف عبر في مصفوفته في إصداره الأول عن حالين: الأول .. هواجس مشاغِبة. والثاني .. هواجس مُشاغَبة، فأستطاع الناقد ان يصف حالة المؤلف من خلال فكرة إصداره الأول فوصفه انه جزء من مجموع منسحق شاغبته هواجس مؤلمة” سياسيا .. اجتماعيا .. تربويا .. تعليميا .. وأخيرا ثقافياً”
وأردف قائلاً: ولعله في هذا الكتاب مشاغبٌ أكثر منه مشاغِب ويقول ان اللافت في الامر في إصداره الأول ان المؤلف الفردي قد تسلسل تباعاً في اصداراته فلحق هذا الكتاب خمسة كتب أخرى:
1.حضرموت تحت الركام 3.من سنوات الزيف
2.الغنية المحضارية 4. المسرح في حضرموت
5. هوامش على دفتر الفن الحضرمي
اذاً فالكاتب الفردي قد قفز من حالة الى حالةٍ أخرى أي من الكتابة الممزقة المشتتة الى حالة التأليف ولملمت كل كتاباته أي انه أصبح يلملم شتاته وينضم على نفسه. وبما ان الكتابة هي الضم والجمع فقد استدرك الكاتب ان ينتقل الى حال الضم والجمع أي أصبح ينضم على نفسه بعد سنوات من الضياع والتشتت والتمزق النفسي والمكاني.
هذا ما عبر عنه الناقد والقارئ لفكرة الكتاب للمؤلف الأستاذ المثقف صالح حسين الفردي.
ثم أردف الناقد باعيسى ان حالة التأليف الذي يعيشها الكاتب حالياً قد أتت بعد حالة من الانكسارات التي عاشها المؤلف وان حالة التأليف التي انتقل اليها دفعة واحدة في زمن متقارب لكل اصداراته انما تنم عن حالة الالتئام الداخلي لنفسية الكاتب واستقراره ونضجه بعد سنوات من الشتات.
فلسفة اللون الواحد للكتاب:
يؤكد ان الناقد الدكتور باعيسى ان الكتاب يقوم على فلسفة اللون الواحد، فقد تخلقت فكرة اللون الواحد عند المؤلف من خلال الطابع الإعلامي الذي انتهجه وسلكه هذا المؤلف كونه يمتلك فكراً مستقلاً وكل الشخصيات الإعلامية المستقلة تركز على فكرة جوهرية واحدة. بعدئذ يتم اشباعها نظراً وترويجاً ونقداً. فقد استطاع المؤلف ان يشبع فكرته الجوهرية عن كل القضايا التي عبر عنها في كتابه من خلال اشباعها” نظراً وترويجاً ونقداً” حتى يظهر جميع اتجاهاتها السلبية والايجابية من خلال التركيز على الممارسة. فالممارسة الإيجابية يجب واظهارها وتشجيعها. أيضا ابراز الممارسة السلبية الفوضوية وشجبها ونقدها والوقوق ضداً عليها حتى لا تنال من ضحايا جدد في المجتمع.
فالكاتب الفردي لم يصمت ولكن يؤدي دوره كالممثل الصامت على خشبة المسرح وكل تلك النصوص التي كتبها المؤلف الفردي في كتابه الأول هي تعبيراَ عن واقع معيش تعبر عن أوضاع إنسانية تهدد كرامته الوجودية وهي أبرز أسباب التخلف التي أخرجت امتنا الإسلامية من السباق الحضاري للأمم الأخرى.
تحية للكاتب المؤلف الأستاذ صالح الفردي فقد استطاع ان ينطلق من الخصوص الى العموم وابدا رأياً في الشأن العام وموقف من كل قضايا التيه والضياع وابراز الفساد بكل صنوفه فحق ان يصطف ويحجز له مكاناَ متقدماً بين المثقفين العرب.