محليات

مأساة بالحديدة يتسبب فيها لغم حوثي أنهى حياة رب أسرة مكونة من 14 طفلاً وتركهم دون عائل.

نداء حضرموت – تقرير – محمد مرشد عقابي

غادر “أحمد سالم عبده النهاري” من باب منزله لطلب الرزق وتوفير لقمة العيش لأطفاله على متن دراجته النارية كما هي عادته اليومية لمقاومة متطلبات وقهر تحدياتها، ولكنه لم يكن يعلم في نفسه بان خروجه هذا هو الأخير، حيث لقي هذا الرجل مصرعه بلغم أرضي زرعته مليشيا الحوثي الإرهابية بمنطقة الجبلية جنوب محافظة الحديدة غرب اليمن.

فارق “النهاري” الحياة تاركاً من إحدى زوجاته وهي “عائشة عبده إبراهيم” سبعة أبناء يتضورون جوعاً، فلجأت هذه المرأة المسكينة للسكن في منزل شقيقتها لعلها تخفف من وطأة ما تعانيه، فيما بقية الأطفال من زوجة أخرى مشردة هي الأخرى في مناطق الساحل الغربي، وخلفت هذه الجريمة الشنعاء أربعة عشر طفلاً بدون عائل ولا مأوى يحتويهم بعد أن شردتهم مليشيا الحوثي من منزلهم بـ”الجبلية” إثر القصف المتواصل بالقذائف والهجمات العسكرية المتكررة.

تحكي “عائشة” زوجة الضحية “أحمد النهاري” قصة المأساة والألم الذي تكابده لوسائل الإعلام، مشيرة الى انها بالكاد تستطيع توفير لقمة العيش لها ولإبنائها، وقالت : يفتقر أطفالي لأدنى الإحتياجات اليومية من المأكل والمشرب، ولولا منزل شقيقتي في الحيمة لسكنت أنا وأطفالي في العراء، شردتنا مليشيا الحوثي من منزلنا في الجبلية ونحن نعيش على المساعدات، وتعد “عائشة” واحدة من مئات النساء اللائي خطفت ألغام الحوثيين أرواح أزواجهن وأصبحن يواجهن ظروفاً معيشية قاسية وصعبة في محافظة الحديدة، ويتحدث أحد أقارب الأسرة قائلاً بان “أحمد النهاري” كان يمتلك دراجة نارية يذهب ليسترزق بها ويطلب الله من خلالها لتوفير لقمة العيش، أخذ حياته لغم حوثي شمال الحيمة، وأصبح أطفاله بدون معيل ولا مأوى يحتويهم من إجرام ووحشية الحوثيين.

تكثر الجرائم وتتعدد القصص المأساوية التي تطال المدنيين في محافظة الحديدة، والمسبب واحد هي مليشيات الحوثي وأدواتها الإجرامية، فقد ارتكبت هذه المليشيا آلاف الجرائم بحق المدنيين منذ انطلاق الهدنة الأممية الهشة جراء استهدافها وقصفها الإجرامي للمناطق الآهلة بالمدنيين والآمنين، علاوة على زرعها للعبوات والألغام في مختلف الطرقات العامة والفرعية التي تربط مناطق ومديريات الساحل الغربي.

وتفيد التقارير الحقوقية عن سقوط عدد كبير من ضحايا الألغام الحوثية في اليمن يتجاوزون 10 آلاف ضحية، ويمثل الأطفال والنساء الغالبية العظمى، بالإضافة إلى المسنين وأصحاب المهن والحرف مثل الصيادين والمزارعين وعابري السبيل.

وأحتكرت مليشيا الحوثي مهنة استخدام الألغام بشكل حصري، إذ تشير التقارير إلى أن هناك أكثر من 2 مليون لغم أرضي زرعه المليشيا في أكثر من 15 محافظة يمنية بجميع الأنواع منها مضاد للمركبات والأفراد والألغام البحرية معظمها ألغام محلية الصنع أو مستوردة وتم تطويرها محلياً لتنفجر مع أقل وزن.

وأضحت الألغام الأرضية أحد أبرز أسلحة الحوثيين التي تستهدف من خلالها الأبرياء في الجبال والسهول والوديان وفي الأحياء السكنية الآهلة لترتكب بحقهم أبشع صنوف وأنواع الجرائم الشنيعة، فلا ينسحب الحوثيين من منطقة إلا بعد أن تكون منكوبة بمئات الألغام المزروعة تحت الأرض، وهو ما يتسبب بوقوع الآلاف ضحايا لها الآن ومستقبلاً بين قتلى وجرحى ومعاقين بعاهات مستديمة، خصوصاً انه يتم زرع هذه المواد المتفجرة بدون خرائط الأمر الذي يجعل عملية نزعها أو الوصول إليها صعباً للغاية الشيء الذي يهدد حياة الجميع دون استثناء وينذر بحدوث كارثة إنسانية كبيرة لا محالة اذا أستمرت هذه المليشيا بالإستهتار والعبث بحياة وأرواح الأبرياء.

إلى الأعلى