اراء وكتاب

لا حل سياسيا مع “الإصلاح”

كتب / توفيق جوزليت

لا رهان على “تسوية سياسية” مع مليشيات الإصلاح إلا بالمواجهة والحسم.

المجلس الانتقالي الجنوبي على المحك، هامش خياراته محدود ينحصر في ثلاثة عوامل:

– توحيد الجبهة الداخلية للجنوب.

– الاتفاق على وثيقة وطنية جنوبية يشارك في صياغتها جميع القوى الجنوبية الداعمة لفك الارتباط تكون أساسا للعمل الوطني التحرري الجنوبي.

– إعادة صياغة علاقاته الإقليمية والدولية.

بعد طول انتظار في الديار السعودية، قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي تقرر العودة إلى الجنوب العربي، مقتنعة بفشل اتفاق الرياض واستمرار الإصلاح الإخواني في مؤامراته السياسية وتجاوزاته العسكرية.
الانتقالي على المحك و ليس أمامه إلا بديل واحد: جمع الشمل الجنوبي، العمل على تقوية الجبهة الداخلية بفسح المجال لمجموع القوى الجنوبية والخروج بوثيقة وطنية يجتمع عليها الجنوبيون ويتحركون سياسيا وديبلوماسيا وعسكريا على أساسها.

السعودية تتحمل المسؤولية التاريخية في عدائها للشعب الجنوبي، والاستهتار به وغض النظر عن معاناة الشعب الجنوبي لغرض في نفس يعقوب.. في غياب معطيات ملموسة يظل موقف دولة الإمارات متأرجحا بين التعاطف مع الانتقالي ودعمه وعلاقتها الاستراتيجية مع السعودية في ضوء هاته التطورات السلبية والمنتظرة خصوصا على المستويين السياسي و العسكري، إذ إن اللجوء إلى تقاسم مناصب وزارية مع ما يلقب بالشرعية كان منذ البداية محل شكوك وارتياب من قبل الرأي العام الوطني الجنوبي الذي فقد الثقة في الشرعية والرياض معا، أما على الصعيد العسكري فإن المعارك في أبين والتي سعت ميليشيات الإصلاح الإرهابية إلى خوضها لبعثرة كل ما من شأنه أن يعيد الانتقالي إلى الواجهة خصوصا بعد بضعة أشهر من الانتظار.. في المقابل فإن نهج سياسة الصمت المطبق من قبل قيادة الانتقالي أدت إلى طرح مجموعة من التساؤلات بل وانتقادات وجهت إليه لغياب الحد الأدنى من التواصل مع الشعب الجنوبي المنهك والصامد.

المجلس الانتقالي السياسي الذي أخذ على عاتقه مسؤولية تاريخية اتجاه الشعب الجنوبي في التحرير والاستقلال، لا ريب أنه يواجه عقبات ومؤامرات من جهات إقليمية عربية وإسلامية لتحقيق تطلعات الشعب الجنوبي.

لعل المرحلة الآنية بعد ما تأكد بفعل الملموس فشل اتفاق الرياض تتطلب أن يعيد الانتقالي ترتيب بيته الداخلي، وينهج سياسة جديدة فرضتها عدوله عن البقاء سجينا في الرياض بدون آفاق واعدة لتسوية سياسية والعودة إلى عدن لجمع شمل القوى الحية الوطنية والمضي قدما في النضال، بهدف فك الارتباط مدعوما بوثيقة وطنية تعكس إجماع الجنوبيين الأحرار على تحقيق الأهداف التي قام على أساسها بتفويض شعبي تدعمه وثيقة وطنية وتعطيه القوة والصدقية في تحركاته السياسية والديبلوماسية والعسكرية.

إلى الأعلى