كتب / سالم علي بامخرمة
عام مضى على اتفاق الرياض بأيامه ولياليه , ارتقب الشعب خلالها انجازه وتحققه , لا تمر يوما دون أن يتحراه المراقبون , ولم تثبت رؤيته .
تم الإلتقاء يومها وشاهدها ملايين المتابعين من أنحاء الدنيا على شاشات التلفاز المتعددة .
لم تتطل فترة الحمل .. أجهض الجنين , وماتت معه آمال البسطاء الذين يأنون تحت وطأة الغلاء الفاحش والبطالة الرائجة الا من تجنيد أو اعلام كاذب .
احتفلنا قبل عام به , وهانحن اليوم نحزن على رحيله قبل رؤيته , مسكين هو ذاك الإتفاق , أتراه سيكون جميلا لو عاش بيننا ورأيناه ؟! أترانا سنعشقه ويعشقنا ؟! أم ترى حكمة الأقدار أخذته قبل أن يلد عاقا ونندم على كل لحظة انتظرناه فيها وعشناها من أجله .
كأني به مرمي على الأرض قطعة من دم , كلا يستنكر وينفي أي صلة له في جهاضه .
وأمه متفرجة عليه لا تقدر على تحديد هوية القاتل , كأنه لم يحمل في أحشائها !! , لا أعلم أفرحة بنهايته أم حزنا يسبق الثأر والإنتقام .
والأدهى من ذلك , صوتا من بعيد نادى أن الأمل لازال في قطعة الدم المرمية !! آه .. لا يموت الأمل في الإنسان ما بقي حيا , لكن الفرق كبير بين من يصنع الأمل ومن يرتقبه مع كل اشراقة شمس .
لا جدوى من الحزن ولا الإنتظار , قوموا إلى ميتكم وادفنوه فإكرام الميت دفنه .