كتب / عبدالقادر القاضي
في زمن صالح صرفت مئات الملايين لكي لا يمتلك الجنوب وشعبه رأساً واحدة تتحدث باسم قضيته السياسية والسيادية، ليصنعوا آنذاك عشرات الرؤوس؛ ليجعلوا قضيته مشتتة ممزقة بينها وبالتالي يفرغون القضية من محتواها ومضمونها، فلا يجد العالم أو الإقليم كتلة جنوبية موحدة يخاطبها أو يستمع لها،، وبرغم كل تلك الملايين التي اشترى بها الذمم الرخيصة لم يستطيع أن يضعف أو أن يحجم اتساع رقعة الحراك الجنوبي الذي انتشر في كل محافظات الجنوب دون استثناء.
وفي زمن الإصلاح كذلك، حينما تهيأت الظروف وامتلك الجنوب رأساً واحدة صرف حزب الاصلاح ( إخوان اليمن ) مئات الملايين ايضاً محاولين أن يصنعوا بجانب ذلك الرأس الصلبة رؤوساً أخرى يكون لسان حالها جنوبي بينما عقلها وفكرها مؤطر ضمن أطارهم الايديولوجي النتن .
محاولين بذلك تشتيت جهد وقوة وصلابة تلك الرأس الواحدة التي استطاعت أن تشكل رقماً صعباً في المعادلة السياسية مؤخراً ومن قبل ذلك شكلت ثقلاً عسكرياً موازياً بالقوة ومتفوق عليهم في الإنجاز.
لا شيء تغير لمن خاضوا تجربة السنين الماضية ،، فنحن نقف أمام العقليات نفسها الصرفيات نفسها المدرسة الواحدة نفسها، وحتماً الفشل سيكون واحد، والأغبياء وحدهم من يظنون أن النتيجة ستتغير وأن الجنوب مازال بالإمكان جره إلى باب اليمن ليربط هناك مرة أخرى .
إنها مسألة وقت فقط، ووقتاً بات أقصر مما مضى ثم ينتهون مثلما انتهى من قبلهم من هو اعتى وادهى وأقوى منهم ،، واليوم باتوا يمرون بفترة اضمحلالهم السياسي وموتهم السريري الذي أصبح واضحاً وجلياً لا تخطئه العين ولم يتبقَ سوى مراسم الدفن دون عزاء … فلا عزاء لأمثالهم.