محليات

العسل الدوعني بين الشهرة والإندثار

نداء حضرموت – كتب : أحمد سالم القثمي

كل أرض تشتهر بماتنتجه أو تصنعه حتى لو حاول البقية التقليد وطمس الهوية فإنهم لن يستطيعوا ؛ فسيارات التويوتا مثلاً تُنسب لليابان بالرغم من وجود منتجات صينية تحمل نفس الأسم لكن بقيت حقوقهم محفوظة لأنهم وضعوا رضاء الناس صوب أعينهم وتجسد ذلك في متانة المنتج وقوته وصلابته ، وفي بلادنا هناك منتج ذاع صيته وبلغت شهرته العنان مهما تنوعت مصادر تواجده لكن يبقى بيته الأول وادي دوعن ألا وهو العسل الذي يعتبر متلازم للدواعنة حيثما تجدهم ، العسل الدوعني تلك العبارة لاتخلو منها لائحة مركونة على محل لبيع العسل بأنواعه ولا أريد أن أنتقص من مناطق أخرى لها باع طويل في إنتاج العسل وتربية النحل كوادي جردان وغيره ، والسؤال هل مايزال العسل الدوعني محتفظ بصيته ومكانته حالياً؟

لقد كثر النحالين والدخلاء على هذا المجال حتى أنك ترى أناس لايعرفوا شي عن النحل (النوب) ولايهمهم جودة العسل بل كميته ، تفكيرهم الأول والأخير في البيع لا إرضاء الزبون لاتوجد معايير في الحفاظ على سمعة العسل والناظر اليوم في مالكي النحل في دوعن يجد الأغلبية من خارج دوعن بل حضرموت والمصيبة أنك تشاهدهم في أماكن وأسطح بيوت أناس يعزون علينا وفي طريق المارة ؛ وفي هذا المقام لاأريد أن نشوه صيت البعض فهناك رجال محنكين في تربية النحل وجعل العسل الدوعني في المعالي يصدورن منتجاتهم خارج الوطن إذا ذُكروا تُذكر معهم الثقة والأمانة ولكنهم قليل .

إن الحفاظ على جودة العسل الدوعني وإعطاءه مكانته الأولى عالمياً لن يقوم به شخص بعينه بل بتعاون وتكاتف الجميع ،بسن القوانين وإصدار العقوبات الصارمة والرادعة تجاه الدخلاء والمستهدفين لهذا الثروة التي صنعها أجدادنا وتوارثتها الأجيال فهل نضيعها أم نرتقي بها ، يجب أن توضع شروط لدخول العدد المحدود للخلايا القادمة من الخارج دون تعريض حياة الناس للخطر وأخص بالذكر المتواجدين بجانب الطرقات ، منع السقي بالسكر وإن لزم الأمر فهناك كميات بسيطة مع الرقابة الملاحظة للمخالفين .

دعوة إلى كل غيور من مربيي النحل وإلى جميع أطياف المجتمع الدوعني إلى جمعية النحالين والسلطة المحلية والأمن واللجان المجتمعية والنشطاء وكل فرد ؛ فالعسل الدوعني أمانة والحفاظ عليه واجب ونسبته لدوعن فخر وإعتزاز يميزنا عن غيرنا.

إلى الأعلى