دخلت الحرب في غزة هذا الأسبوع شهرها الرابع وسط تحذيرات متزايدة من الأمم المتحدة ومنظمات وأطراف دولية من الأوضاع الكارثية، مع تواصل الحصار والقصف الإسرائيليين والمعارك البرية، حيث شن الطيران الحربي الإسرائيلي، أمس، غارات مكثفة على جنوب قطاع غزة جواً وبراً وبحراً، فيما تراجع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عن موقفه من إعادة احتلال قطاع غزة، أو تهجير سكانه.
وأعلنت وزارة الصحة أمس ارتفاع حصيلة القصف الإسرائيلي على قطاع غزة إلى نحو 23500 قتيل منذ السابع من أكتوبر، إضافة لسقوط 59604 جرحى، مضيفةً أن غالبية الضحايا من النساء والأطفال. كما أعلنت مقتل 112 فلسطينياً وإصابة 194 جراء القصف الإسرائيلي خلال الـ24 ساعة الماضية.
تركزت العملية العسكرية الإسرائيلية، ليل الأربعاء ونهار الخميس، في الجزء الشرقي من مدينة خان يونس، والمخيم الغربي، وفي مخيمات وسط القطاع، مع تكثيف الضربات الجوية والبرية والبحرية.
ورصدت وسائل اعلام وجود العشرات من جثث الضحايا في الشوارع والطرقات في أحياء جورة اللوت، وقيزان النجار، والمنارة، وبطن السمين، وأطراف الحي النمساوي في خان يونس، لا تستطيع الجهات المختصة الوصول إليها، بسبب كثافة القصف المدفعي واحتدام الاشتباكات.
وقالت وزارة الصحة في غزة إنها تلقت عشرات البلاغات عن وجود عشرات الضحايا، غالبيتهم من عائلتي الأسطل والعبادلة في منطقة السطر الغربي وسط خان يونس.
كما استهدفت المدفعية الإسرائيلية بضربات مكثفة مخيمات «النصيرات» و«البريج» و«المغازي» ومنطقة «المغراقة» وسط القطاع. وبحسب وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية «وفا»، فقد أسفرت الغارات الجوية الإسرائيلية عن مقتل 21 شخصاً على الأقل، وإصابة 25 آخرين بجروح.
كما أعلنت مصادر طبية مقتل عشرات المدنيين وإصابة آخرين بجروح في استهداف دبابات إسرائيلية مجموعة من الفلسطينيين المتجمهرين بشارع البحر جنوب غربي غزة، بانتظار وصول شاحنة مساعدات.
وذكرت تقارير أن الفصائل الفلسطينية وجهت ضربات قوية للقوات الإسرائيلية، أهمها استهداف غرفة قيادة في خان يونس جنوبي القطاع. في غضون ذلك، أعادت القوات الإسرائيلية تموضعها من جنوب دير البلح إلى شمال خان يونس بعد معارك ضارية.
كما أعلن الجيش الإسرائيلي إصابة 17 من ضباطه وجنوده في معارك بغزة خلال 24 ساعة، قبل أن يعلن مقتل ضابط احتياط من وحدة الإسعاف القتالية، وإصابة جندي احتياط بجروح خطيرة.
في الأثناء، قال بنيامين نتنياهو، إنه لا نية لدى إسرائيل لاحتلال قطاع غزة بشكل دائم أو تهجير سكانه المدنيين، وادعى أن إسرائيل «تحارب حماس، لا السكان الفلسطينيين، وتفعل ذلك بالتزام كامل بالقانون الدولي».