نداء حضرموت -البيان
جاء إعلان ميليشيا الحوثي الموافقة على قيام الأمم المتحدة بصيانة وتفريغ الخزان النفطي العائم صافر قبل الموعد المقرر لجلسة مجلس الأمن ليثير الكثير من الأسئلة حول جدية هذه الجماعة في تجنيب اليمن والمنطقة كارثة بيئية غير مسبوقة، إذ إن سجلها حافل بالمراوغات والكذب وعدم الالتزام بالاتفاقات منذ أن تمردت على السلطة المركزية قبل ستة عشر عاماً.
سياسيون وخبراء يمنيون رأوا أن الموافقة التي أعلنتها الميليشيا من خلال رسالة وجهتها إلى مكتب الأمم المتحدة بالموافقة على دخول فريق من الفنيين إلى السفينة الراسية قبالة ميناء راس عيسى النفطي على ساحل البحر الأحمر، مجرد مناورة جديدة لهذه الميليشيا لتجنب أي عقوبات قد يتخذها مجلس الأمن الدولي، وأنها بعد انقضاء الجلسة أو دخول فريق الفنيين إلى السفينة ستتنصل من التزامها كما حدث في اتفاقات السويد بشأن وقف إطلاق النار في الحديدة.
تشكيك
وعلقت الناشطة النسائية المعروفة رشا جروهم على موقف الحوثيين وقالت «نأمل أن تكون موافقة حقيقية وليست وعوداً كاذبة ليجد المبعوث الخاص باليمن مارتن غريفيت شيئاً إيجابياً يقوله في جلسة مجلس الأمن وبعدها لا يحدث شيء ككل القضايا المعلقة».
وبالمثل قللت افراح الزوبة الامين المساعد لمؤتمر الحوار الوطني من أهمية الموافقة التي أعلنها الحوثيون وقوله انهم سمحوا للأمم المتحدة بالصعود للخزان صافر وتقييمه بغرض عمل صيانة له. وذكرت أن الأمم المتحدة احتفلت نهاية العام الماضي بإنجازها في إقناع الحوثيين بإلغاء نسبة الـ 20٪ التي كانوا فرضوا استقطاعها من كل المساعدات الإنسانية لصالحهم وذكرت انهم عادوا وأبلغوا الأمم المتحدة أن عليها تسليم هذه النسبة بطريقة ما.
ثقة مفقودة
وخلافاً للآمال التي تكونت عند اليمنيين غداة اتفاق السويد حيث انقلبت ميليشيا الحوثي على جوهر الاتفاق والخاص بإشراف الأمم المتحدة على موانئ ومدينة الحديدة وخروج الميليشيا منها، وتوريد عائدات موانئ الحديدة والصليف وراس عيسى لصالح دفع مرتبات الموظفين التي أوقفتها الميليشيا منذ نهاية عام 2016 وحتى الآن، فإن غالبية من اليمنيين لا يثقون بصدق إعلان الميليشيا ويؤكدون أن استمرارها في رفض خطة إيقاف إطلاق النار التي قدمها المبعوث الأممي تفضح حقيقة نواياها وجديتها في الذهاب نحو السلام.
خديعة
ويعتقد هؤلاء أن الميليشيا وعقب تقييم الخزان العائم وتأكيد الخبراء ما قاله فنيون يمنيون باستحالة صيانته فإنهم سيعودون إلى رفض سحبه إلى أحد الموانئ القريبة لتفريغه ومن ثم بيعه لأنه لم يعد صالحاً للاستخدام ويقولون انهم بهذه الخديعة سيردون بأنهم وافقوا على تقييم الخزان وتفريغه في مكانه وليس نقله إلى مكان اخر. مستندين إلى وقائع كثيرة عملت الميليشيا خلالها على الانقلاب على كل الاتفاقات التي أبرمتها مع السلطات المركزية قبل الانقلاب وبعده.