كتب| محمد عوض
يتلازم مع أي سلطة تمسك زمام الأمور بعد ثورة أو إنقلاب أو حدث عسكري ما، بأن تزداد فيها نزعة الديكتاتورية، والرئيس أو المحافظ أو أي مسؤول في مراكز صنع القرار يعتقد أن السلطة مكافأة لما قدمه من تضحيات!
يشرعن له الواعظ السياسي، والواعظ الديني المستفيدان من وجوده كحاكم، الأول يكذب بسم القانون، والآخر بسم الله، والمسألة ارتزاق فقط.
ومنها يتحول إلى وحش صغير ثم يكبر ويكبر، ثم يعتقد بإيمان شديد أن الدولة بما فيها ومن فيها ملك شخصي له ولحاشيته، وعندما تتحدث كمواطن عادي أو صحفي أو ناشط حقوقي، عن ظلم إجتماعي، أو فساد أو محاسبة يزمجر ويقتل وينفي ويعذّب ويحبس، دون أن يشعر بأنه يرتكب خطأ كبير، لماذا؟!
لأنه وكما هتف الوزراء للزعيم في مسرحية الزعيم لعادل إمام بقولهم (أنت الشعب والشعب أنت) وهو يعتقد بذلك سواء كان بوعي أو بغير وعي، المهم أن هذه الفكرة قد تلبّست به.
القذافي مثلاً، في عهد ثورات الربيع العربي قبل حوالي عشر سنوات، قال كلمته الشهيرة (من أنتم) وهي كلمة يجب أن نقف عليها كثيراً، نسيَّ القذافي أنه موجودٌ في هذا المنصب لأجل هؤلاء الذين نكرهم، كما له مقولة أخرى في آخر آيامه وقد بلغ الجنون حدّه، يقول (لو أنني رئيس منتخب لسلمت البلاد وتركتها، ولكنني الثورة) وهذا ما يمكن أن نسميه “مرض الثورة”
وهذا المرض إذا أصاب الحاكم، أصبح مجنوناً، مُخرّفاً، مُجرماً بحق الشعب والدولة والإنسان كمعنى، ومن أعراض هذا المرض يعتقد المريض بأن “الخلاص” يتمحور في ذاته، فلا استقرار من دوني ولا طعام ولا شراب ولا أمان إلّا معي، وهنا يتحول هذا المريض إلى كارثة حقيقية.
والسؤال: هل تمشي حضرموت في ظل هذه السلطة نفس مسار الديكتاتورية المدمرة للإنسان؟
هل تعتقد السلطة الحالية عندما تحرر ساحل حضرموت من تنظيم القاعدة الإرهابي، أن حكمها يجب أن يكون كمكافأة – كما أسلفنا سابقاً – وبالتالي تعتقد ما يعتقده الديكتاتور، بأن “الخلاص” يتمحور فيهم؟
لماذا يُحبس الصحفيون في حضرموت، وتُقمع الآراء وتُصادر؟!