اراء وكتاب

8 سنوات على معركة السهم الذهبي.. عدن الأبية لا يقدر عليها أحد

نداء حضرموت – متابعات

ثماني سنوات كاملة مرّت على واحدة من أهم الانتصارات الملحمية التي سطّرها الجنوبيون في مسار دحر قوى الشر والإرهاب اليمنية التي توهمت قدرتها على إسقاط وإخضاع الجنوب.


في مثل هذا اليوم من عام 2015، تحررت العاصمة عدن من قوى الظلام والإرهاب اليمنية عبر عملية سُميت السهم الذهبي، وقد تُوِّج بها الجنوب منتصرا على أعدائه في واحدة من أهم المعارك الملحمية.


تلك المعركة رسّخت قناة كبيرة عما يملكه المقاتل الجنوبي من قدرات وسمات، بما يذيب أي فوارق مقارنة بما امتلكته المليشيات المحتلة (الحوثي).


ففي تلك المعركة، كانت المليشيات الحوثية مزودة بآلة عسكرية ضخمة مدججة بأحدث أنواع الأسلحة الثقيلة، بل وتم تصنيفها بأنها محرمة دوليا، لكنّ عزيمة الجنوبيين دحرت المليشيات الإرهابية.


قبل خوض معركة التحرير، كانت المليشيات الحوثية، قد فرضت احتلالها الغاشم على أغلب المرافق الحكومية في العاصمة عدن مثل المطار والموانئ البحرية ودار الرئاسة بالتواهي وقصر المعاشيق، وغيرها ذلك من المؤسسات التي سيطرت عليها المليشيات، وظنّت أنها ستظل على هذا الحال طويلا.


كانت المليشيات الحوثية تضع عينها على مناطق معينة مثل الشيخ عثمان والمنصورة ودار سعد، والممدارة والبريقة، كونها توقعت أن احتلالها لهذا المناطق أمرٌ يأذن بسقوط كامل للعاصمة في قبضة هذا الفصيل الإرهابي.


نقطة البداية في تحرير العاصمة عدن، كانت قبل إطلاق عمليات التحالف العربي، حيث خرج أبطال المقاومة الجنوبية للدفاع عن أرضهم، وقاموا المحتل بكل بسالة وشجاعة دفاعاً عن وطنهم رغم قلة الإمكانيات، ورغم أيضا قلة خبرتهم بالسلاح.


لكن رغم الإمكانيات البسيطة، سطرت المقاومة الجنوبية أروع الملاحم البطولية ورسخت بفضل صمودها واقعا عسكريا جديدا في العاصمة عدن في مواجهة جحافل الاحتلال.


جاءت لحظة الحسم، عندما أعلن التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة التدخل، وسريعا بدأ الإنزال الجوي.
ظلّت المقاومة الجنوبية الشعبية صامدة ثابتة ترتب صفوفها وتقاتل بكل شجاعة واستبسال ، فصمدوا صمود الجبال ولم يُسقطهم القصف الجوي الذي توسع الحوثيون في شنه.


عندما كانت الجبهات القتالية مشتعلة في العاصمة عدن كان أبطال المقاومة الجنوبية مرابطون على قطعة سلاح واحدة ومع ذلك ظلوا صابرين ومرابطين، قبل دخول لواء الفرسان من دولة الإمارات المتحدة.


وهذا اللواء البطل كان له دور فعال في تلك الآونة، فبعد دخول لواء الفرسان من دولة الإمارات بمشاركة سعودية، براً وبحراً، وآنذاك تم ترتيب وفتح ميناء مصغر في منطقة القدير، ثم نزل الدعم من أنواع الأسلحة المختلفة.


في أعقاب ذلك، صدرت التوجيهات بتجهيز فريق سائقين للمدرعات وفريق مدفعية تم إنزاله بعد تكثيف التدريبات من قِبل الضباط الإماراتيين، وقد استمر التدريب ثمانية أيام.


بعدها أطلقت عملية السهم الذهبي، وخلالها دخل الأشاوس الأبطال ميناء عدن، وتمت مباغتة قوات الاحتلال اليمني في منطقة عمران، وتم دحر القوى الغازية.


وُضِعت خطة تحرير العاصمة عدن، وقد شملت الهجوم من ستة محاور في وقت واحد، وحُدِّدت ساعة الصفر وقد كان ذلك في يوم 27 رمضان، وقد جاء النصر بنفحات هذه المناسبة العظيمة (ليلة القدر).


نجح الجنوبيون في تحرير أراضيهم بفضل دعم لا يُنسى من قِبل التحالف العربي، وتحديدا دولة الإمارات العربية المتحدة، التي قدّمت الشهيد الأول وهو البطل عبدالعزيز الكعبي ليروي بدمائه أرض العاصمة من أجل تحريرها.

إلى الأعلى