كتب/ صابر بن مقنع المري
مؤتمر الاصلاح الحضرمي الاول في المكلا والشحر سنة 1346 هجرية/ 1927 م.
الفكرة التي استدعت عقد مؤتمر كانت اوائل سنة 1345 هجري / 1927 م، عندما توجه كل من:
. السلطان علي بن منصور الكثيري
. السيد ابوبكر بن شيخ الكاف
. العلامة عبدالله بن حسين السقاف
. السيد احمد بن عمر بن يحيى
هؤلاء جميعهم توجهوا الى غيل الشناظير في وفد للمداولة مع قبيلة الحموم وشأن ذلك اقامة صلح بين الحموم والدولة القعيطية.
حينما تأكدت نجاح مساعي الصلح تم ارسال الشيخ الطيب الساسي مندوباً الى السلطان عمر بن عوض ولي عهد السلطان صالح بن غالب. وحملوه برسائل من شأنها اصلاح شامل لشؤون حضرموت بما يؤدي الى مصلحة الدولتين.
في اواخر سنة 1346 هجري/ 1927 م، ومطلع سنة 1346هجري/ 1927 م، توالت تبادل الرسائل بين الاعيان والسلاطين، وخاصة رسالة السيد ابي بكر بن شيخ الكاف يوم الجمعة 29 صفر 1346 هجري الى السلطان صالح بن غالب القعيطي وكان نائباً عن عمه السلطان عمر بن عوض شارحاً له وجهة نظره فيما تم الاتفاق عليه مع سلاطين آل عبدالله للسير الى ساحل حضرموت وكل ذلك كان موازياً لمهمة الطيب الساسي فما كان الا ان وجهة دعوة من السلطان صالح لسلاطين آل عبدالله وسادة واعيان وشيوخ داخلية حضرموت.
وبناءً علية تشكل وفد الدولة الكثيرية برئاسة مندوب الدولة السلطان علي بن منصور نائباً عن والده السلطان المنصور والسلطان عبدالله بن محسن سلطان تريم ووفد من مدينتي سيئون وتريم وهم:
. ابوبكر بن شيخ الكاف. رئيساً
. علي احمد بن يماني. عضواً
. السيد علي بن عبدالرحمن بن سهل عضواً
. العلامة علي عبدالقادر العيدروس. عضواً
. العلامة عبدالله بن حسين الكاف عضواً
. السيد عبدالرحمن عبدالله بن شهاب عضواً
. السيد عبدالرحمن بن محمد بلفقيه. عضواً
. السيد سقاف بن علي بن سهل عضواً
. السيد عبداللاه بن، محمد الكاف. عضواً
. السيد حامد بن محمد بن الحييد. عضواً
. السيد حسن بن اسماعيل الحامد. عضواً
. السيد ابي بكر بن علي بن شهاب. عضواً
. الشيخ سلمان بن عبدالشيخ شامي عضواً
. الشيخ الطيب الساسي
صبيحة يوم الاحد ربيع الاول 1346 هجري/ 1927 م، تحرك الوفد من داخلية حضرموت متجهاً الى ساحل حضرموت واستقر الوفد في منطقة تبالة وكان في استقبالهم وفد رفيع المستوى من الدولة القعيطية برئاسة ابا بكر بن حسين المحضار، بعدها توجه الوفدين الى الشحر واعد لهم استقبال كبير مهيب .. استقر الوفد لايام في مدينة الشحر ثم توجهوا الى المكلا واجتمعوا مع السلطان صالح لترتيب جلسات المؤتمر وتم ترتيب اول جلسات المؤتمر بدءً من مدينة المكلا.
المؤتمر الاول في المكلا مطلع شهر ربيع الآخر 2346 هجري/1927 م.
في الجلسة الافتتاحية ألقيت كلمتين نشرتهما جريدة حضرموت نقلاً عن جريدة النهضة الحضرمية.
الاولى: كلمة الوفد الحضرمي
الثانية: كلمة السلطان صالح للوفد
نتائج اعمال المؤتمر الاول وما تمخض عنه وهي:
. المقترحات والمناقشات والقرارات
. البلاغ الرسمي العام الاول إلى كافة اهالي حضرموت.
. انتقال اعمال المؤتمر الى مدينة الشحر
اهم القرارات التي خرج بها المؤتمر الاول هي:
- معاهدة الشحر 1346 هجري/1927 م، والمكونة من 13 بنداً.
- البلاغ الرسمي العام الثاني.
- تأسيس الجمعية الوطنية وقد نص عليها في مواد المعاهدة بالتصريح.
من كتاب السيد/ علي بن أنيس الكاف
هكذا، كانت تدار الامور في حضرموت رغم ان لدينا ملاحظات على تشكيلات التمثيل ولكن كانت التركيبة الاجتماعية انذاك هي من انتجت هذا التمثيل وهذا بفعل النظام المجتمعي ثم تركيبة النظام السياسي خاصة في الدولة الكثيرية هي من ساعدة على انتاج مثل هكذا تمثيل لكن بكل امانة كانت حضرموت تدار بطريقة افضل من عهدها الحالي اي ما بعد نتائج اجتياح الجنوب في صيف حرب 1994 م.
البعض سيستغرب وستخالجه بعض الاسئلةمثل.. ما هو الرابط ما بين الاحداث السابقة واحداث مابعد قيام الدولة الجنوبية.
اقول لكم قرائي ان حضرموت كانت رائدة ابان تاريخ ماقبل انضمامها الى دولة الجنوب في 30 نوفمبر 1967 م.
وكذا رائدة ما بعد انضمامها ما بعد الاستقلال في ال30 من نوفمبر 1967 م، من خلال مشاركة كوادرها في المجال السياسي والعسكري والامني وكذا الاقتصادي اضافة الى الاندماج وبناء البنية المجتمعية في العاصمة عدن وكان لهم الدور الاكبر في ارساء بناء اجتماعي مدني صحيح في عدن الحبيبة.
لكن اذا ما تمعنا في الشخصية الحضرمية السياسية تحديداً والانكسار والتوهان الذي حل بها نستطيع ان نبدي رأينا في اسباب هذا الانكسار والتوهان الا وهو نتاج عدم تحديد موقفها الوطني الواضح المتجلي في رؤيتها السياسية في مخرجات مؤتمر حضرموت الجامع في سنة 2017 م.
والتي، نصت على ان تكون حضرموت اقليما مستقلاً في اي دولة قادمة سوى دولة ما يسمى الجمهورية اليمنية او الدولة الجنوبية القادمة فهذا القرار، كان قراراً خاطئاً بأمتياز فقد ادى هذا القرار الى انهاء الشخصية السياسية الحضرمية وانهاء دورها الريادي في المشهد الوطني وجعلها في كرسي الانتظار. اي مع اي طرف يفوز هم اقليماً وقد انطبق المثل القائل(من تزوج امنا فهو عمنا). فهكذا صارت الشخصية السياسية الحضرمية مهانة منكسرة لا تحب الا ان تكون منتظرة في كرسي الانتظار وهذا بسبب من قرروا ان تكون رؤيتها السياسية في مؤتمر حضرموت الجامع بهذا الاتجاه أي اقليماً في اي دولة قادمة.
واليوم كل المنهزمين جماهيرياً وسياسية الذين فقدوا هيمنتهم ومصالحهم السياسية والاستثمارية بعد سقوط نظام الطاغية على عفاش. وبعد ان ايقنوا ايقاناً محتوم انهم وحلفائهم الحوثيون لم يعد قادرين على تجاوز الجنوب عسكرياً وبعد ان حسمت جماهير وشعب حضرموت انها مع خيارات مشروع التحرر والاستقلال الجنوبي ذهبت هذه الجماعات الى دولة شقيقة معتقدة، بمنحها دولة تحت يافطة حقوق حضرموت.
نقول ان الدول لا تمنح بل تنتزع.. سنواصل المشوار التحرري وسننتزع الاستقلال الجنوبي وسنقيم الدولة الجنوبية على حدود ما قبل 22 مايو، 1990 م، سلماً او حربا.
.
هامش:
مؤتمر الاصلاح الحضرمي الثاني في سنغافوره سنة، 1346 هجري/1928 م.
سنفرد، له شرح مختصر لكن في حلقة لاحقة.