محليات

تحليل: ماذا يعني انعقاد الدورة السادسة للجمعية الوطنية في حضرموت؟

رغم أنها ليست المرة الأولى التي تنعقد فيها دورة للجمعيه الوطنية للإنتقالي في حضرموت…فقد عقدت الجمعية دورة لها في المكلا فبراير ٢٠١٩م…لكن ما يميز الدورة السادسة التي ستعقدها الجمعية في عاصمة حضرموت المكلا يومي ٢١ و٢٢ مايو القادمين يمكن شرحه في السطور التالية:
أولا: الظرف الزماني لهذا الانعقاد خلال يومي ٢١ و٢٢ مايو بما يحملانه هذان اليومين من رمزية وذكرى في التاريخ المعاصر.


ففي ٢٢ مايو ١٩٩٠م أعلن عن وحدة ارتجالية بين الجنوب العربي الذي كان يعرف خلال الفترة ١٩٦٧-١٩٩٠ ب”جمهورية اليمن الجنوبية ثم الديمقراطية الشعبية” واليمن الذي كان يعرف منذ ١٩٦٢ وحتى ١٩٩٠ ب “الجمهورية العربية اليمنية” وقبل ذلك ب”المملكة المتوكلية الهاشمية: ثم اليمنية لاحقا.


وقع الوحدة عن الجنوب الامين العام للحزب الاشتراكي اليمني الحاكم علي سالم البيض، وعن اليمن رئيس الجمهورية العربية اليمنية الامين العام للمؤتمر الشعبي العام الحاكم في اليمن علي عبدالله صالح. 


أما يوم ٢١ مايو ١٩٩٤م فهو اليوم الذي أعلن فيه الرئيس الجنوبي علي سالم البيض فك الإرتباط عن وحدة ٢٢ مايو ١٩٩٠م أثناء حرب ١٩٩٤م ضد الجنوب التي اعلنها الرئيس اليمني حينها علي عبدالله صالح يوم ٢٧ أبريل ١٩٩٤م متحالفا مع قوى ثأرية وإرهابية أخرى على رأسها حزب الإخوان المسلمين في اليمن الذي سمى نفسه بعد الوحدة “التجمع اليمني للإصلاح “، وبالتالي كان إعلان البيض يعني قانونيا فض الوحدة اليمنية وعودة دولة الجنوب…لكن الطرف الآخر واصل حربه لاجتياح الجنوب وفرض وحدته بالقوة الغاشمة بعد الغدر بالوحدات الجنوبية التي تم نقلها إلى مناطق يمنية ذات بيئة حاقدة ومعادية للجنوب… ومستغلا تفوقه بالعدد والعدة وصمت وتخاذل دول عظمى التقت مصالحها مع مصالح علي عبدالله صالح في تدمير الجيش الجنوبي واحتلال الجنوب.


أما اختيار يوم ٢٢ مايو لانعقاد الجمعية الوطنية للانتقالي فهو رسالة تعني انتهاء الوحدة تماما.
وتنعقد هذه الدورة بعد النجاح الغير مسبوق للحوار الوطني الجنوبي وإعادة هيكلة المجلس الانتقالي ليتسع للقوى التي انضمت إليه أو شاركت وايدت نتائج اللقاء التشاوري ووقعت على الميثاق الوطني وهي تقريبا كل القوى والشخصيات الفاعلة والمؤثرة.


لكن الأهم في انعقاد الدورة السادسة للجمعية الوطنية في حضرموت والاستقبال الشعبي والرسمي الكبير للرئيس عيدروس الزبيدي أنه رسالة قوية ومعبرة للداخل والخارج عن أن حضرموت لم ولن تكون إلا مع الجنوب وبالجنوب وهي الجنوب والجنوب حضرموت، وأن الجنوب وطن واحد موحد من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب.


واذا كانت الدورة السادسة تنقعد في المكلا فأن الدورات اللاحقة يمكن أن تنعقد في سيئون أو الغيظة أو أي مدينة أخرى من ارض الجنوب.

إلى الأعلى