سَلَّمَ البرنامجُ السعوديُّ لتنمية وإعمار اليمن، مشروعَ مستشفى عدن العام في محافظة عدن إلى الشركة المشغلة للمشروع؛ استكمالاً لإجراءات تشغيل وإدارة المستشفى، الذي تم توقيع عقد تشغيله وإدارته منتصف أغسطس الماضي، بحضور مدير مكتب البرنامج في عدن المهندس أحمد مدخلي، ومدير الإدارة العامة للمشاريع الطبية لمجموعة السعد للاستثمار والتنمية خالد بن ناصر آل دعبش، ومدير محفظة المنشآت في البرنامج المهندس مشبَّب القحطاني.
وأوضحَ مدير مكتب البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن في محافظة عدن المهندس أحمد مدخلي، أنه منذ اللحظة الأولى عقب توقيع عقد تشغيل وإدارة مستشفى عدن العام، انطلقت الشركة المشغلة للمشروع في البدء في التجهيز والإعداد بالشكل اللائق، بالتعاون والتنسيق مع الجهات المختصة، إضافة إلى التعاقد مع الكوادر المحلية لتشغيل المستشفى، إذْ إنَّ لها خبرةً طويلةً في المجال الطبي، وأيضاً فيما يخص جانب إدارة المستشفى.
وأضافَ المهندسُ مدخلي أن الشركة المشغلة لمستشفى عدن العام هي مجموعة السعد للاستثمار والتنمية، وهي مشغلة أيضاً لمستشفى السلام السعودي في محافظة صعدة، والمستشفى السعودي في محافظة حجة، حيث يُعَدُّ المستشفيان من أكبر المشاريع التي أنشأَتها وشغَّلَتها المملكة بكوادر طبية تقدم أجود الخدمات العلاجية والطبية على أسس رفيعة المستوى، وهذا ما ساعد في تيسير إجراءات تشغيل وإدارة مستشفى عدن العام؛ ليستفيد منه خلال الفترة القادمة المواطنون اليمنيون في مختلف المحافظات اليمنية.
من جهته، أكدَ مدير الإدارة العامة للمشاريع الطبية لمجموعة السعد، آل دعبش، أهمية المشاركة كشركة مشغلة بخبرتها في مشاريع ومبادرات البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن، خصوصاً في قطاع الصحة، مبيناً تشرّفهم بتقديم الخدمات الطبية في مستشفى عدن العام ومركز القلب، حيث قامت المجموعة في عمل لجنة وإجراءات دقيقة للتعاقد مع الكوادر المتميِّزة سواء في داخل اليمن أم في خارجها، مشدداً على نوعية الكوادر الطبية وخبراتها التي تصنَّف على مستوى عالٍ.
وأشارَ إلى تجهيز مستشفى عدن العام بأحدث الأجهزة الطبية؛ منها الأشعة المقطعية، والأشعة المغناطيسية، و الصوتية، والقسطرة القلبية، إضافة إلى عمل نظام آلي لمنح المريض رقم طبي إلكتروني يسهِّل عليه متابعة الحالات الطبية والمحافظة على سجل طبي واضح لكل زيارات المريض للمستشفى بما فيها الأدوية والتشخيص، ونتائج التحاليل والأشعة؛ للتمكُّن من تقديم الخدمات الطبية المأمولة من الأشقاء اليمنيين،راجياً أن يصبح مستشفى عدن أيقونة طبية تضاف إلى سلسلة الدعم السعودي التنموي في اليمن، عبر البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن،موضِّحاً أنه جرى استقطاب فتيات وشباب اليمن للعمل من الذين استفادوا من التدريب عبر مبادرات البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن.
من جهة أخرى، أوضحَ المهندس مشبَّب القحطاني مدير محفظة المنشآت في البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن أن المشروع يحتوي على 14 عيادة نوعية، إضافة إلى مركز القلب، وتشمل العيادات في المستشفى: عيادة العيون، وعيادة الأطفال، وعيادة الجلدية، وعيادة الأسنان، وعيادة الأذن والأنف والحنجرة، وعيادة العظام، وعيادة الباطنية، وعيادة الصحة الإنجابية، وكذلك غرفة للمناظير والعلاج الطبيعي.
من جانبه، قال الدكتور خالد موسى استشاري أمراض القلب: “إن مستشفى عدن العام أنشئ كهدية من المملكة للشعب اليمني، وتم تمويله من الصندوق السعودي للتنمية، ويعمل على متابعة أعماله وتشغيله وإدارته البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن،و-بإذن الله- سيقدم خدمة للمواطنين اليمنيين بأعلى مستوى، خصوصاً أن المجموعةَ المشغِّلَةَ للمستشفى رائدةٌ في مجال العمل الطبي”.
وتبلغ مساحة مستشفى عدن العام 20.000 متر مربع، وتم تجهيزه بـ 2187 من الأجهزة والمعدات الطبية بسعة سريرية بلغت 270 سريراً، ووفَّرَ المشروعُ جميعَ أجهزة التكييف المركزي للمستشفى، إضافة إلى اللوحات الإلكترونية الرئيسة والفرعية وغيرها، وتوريد وتركيب محرقة النفايات الضَّارة.
وأسهم مشروع إعادة تأهيل مستشفى عدن العام في توفير الطاقة الكهربائية عبر 5 محوِّلات (3 أساسية، و2 إضافية) بقدرة 1600 كيلو فولت إمبير، ومحوِّلات بقدرة (11/0.4/0.23) فولت 500 هرتز، إضافة إلى توفير مولِّد طوارئ بقدرة 1000 كيلو فولت إمبير، و5 مولِّدات بنظام لوحات تزامني.
ويأتي المشروع إسهاماً في تحسين أداء القطاع الصحي، ورفع جودة الخدمات المقدمة بمحافظة عدن وما جاورها، كما يسهم المشروع في تعزيز الصحة الجيدة وبالرفاه، وتحسين الخدمات الطبيّة المقدمة للشعب اليمني، إضافة إلى زيادة فرص حصولهم على العلاج بجميع أطيافهم وأعمارهم وأجناسهم.
ويولي البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن اهتمامًا في قطاع الصحة في اليمن، حيث قدَّم دعماً لهذا القطاع المهم تمثَّل في 31 مشروعاً ومبادرة تنموية، كما قدَّم البرنامج دعماً لـ17 مركزاً طبياً عبر توفير المعدات والأجهزة الطبية لها، وتتضمَّن مشاريع ومبادرات البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن في قطاع الصحة مشروع إنشاء مدينةِ الملكِ سلمانَ الطبية والتعليمية في محافظة المهرة، الذي يعدُّ من أكبر المشروعات التي تخدم قطاعي الصحة والتعليم في اليمن، وتحتضنه محافظة المهرة، حيث يشمل المشروع بناء مستشفى تعليمي متكامل بسعة 110 أسرة.
كما تشمل مشاريع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن في القطاع الصحي مشروع توفير معدات طبية وأجهزة لمركز الغسيل الكلوي بالمستشفى الجمهوري بعدن، ومشروع توفير معدات طبية وأجهزة لمركز سحب الدم بعدن؛ تسهيلاً وتسريعاً لحصول جميع الأهالي على الرعاية الطبية اللائقة، وكذلك تجهيز مستشفى هيئة مأرب العام، ومستشفى كرى العام، ومستشفى 26 سبتمبر، بمعدات طبية وأجهزة متنوعة بلغ عددها 62 جهازاً ومعدة.
وتشمل المشاريع مشروعَ إعادة تأهيل مركز نوجد الصحي في سقطرى المُجَهَّز بـ 49 جهازاً ومعدة وأدوات طبية، ومشروع إعادة تأهيل لمركز عمدهن الصحي بسقطرى، إذْ جرى توفير 30 جهازاً ومعدة وأدوات طبية، ومشروع إعادة تأهيل مركز الأمومة والطفولة، ومشروع إنشاء مركز الغسيل الكلوي بالمهرة الذي جُهِّزَ بـ 83 جهازاً ومعدة وأدوات طبية.
ووفَّر البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن 30 سيارةَ إسعاف تم تخصيصها لدعم قطاع الصحة، و15 عربة استجابة عاجلة عالية التجهيز.
وأسهمت مشاريع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن بقطاع الصحة في رفع كفاءة الخدمات الطبية، وحسَّنت من جودة الرعاية الصحية المقدمة للمستفيدين اليمنيين، ووفَّرت ما يحتاجه القطاع الصحي؛ تعزيزاً لجاهزية المنشآت الصحية في مختلف المحافظات اليمنية، حيث قدَّم البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن (224) مشروعاً ومبادرة تنموية نفَّذها في مختلف المحافظات اليمنية؛ خدمة للأشقاء اليمنيين في (7) قطاعات أساسية، هي: التعليم، والصحة، والمياه، والنقل، والزراعة والثروة السمكية، وبناء قدرات المؤسسات الحكومية، إضافة إلى تنفيذ العديد من البرامج التنموية.