قالت مصادر قريبة من المجلس الانتقالي الجنوبي إن القوات العسكرية الجنوبية ماضية قدما في مشروع تحرير محافظة أبين الواقعة شرقي عدن من التنظيمات الإرهابية، على الرغم من محاولات بعض القوى التشويش على العملية الجارية، والترويج لوجود تصدع داخل جسد الشرعية حولها.
وأوضحت المصادر أن قرار تحرير أبين مصادق عليه من قبل مجلس القيادة الرئاسي، كما أنه يحظى بدعم كامل من قبل التحالف العربي الداعم للشرعية، مشيرة إلى أن عملية التحرير تجري وفق الخطط المرسومة لها.
ولفتت المصادر إلى أن تراجع نسق العملية العسكرية خلال الأسابيع الماضية، يعود لأسباب لوجستية، وليس كما يروج له بأن التحالف طالب بإيقافها.
وأعلنت القوات الجنوبية في أغسطس الماضي عن عملية عسكرية في أبين أطلقت عليها “سهام الشرق”، واستهدفت طرد عناصر تنظيم القاعدة المنتشرة في المحافظة.
وتمكنت القوات الجنوبية السبت من بسط نفوذها على مركز مديرية المحفد، التي لجأت إليها عناصر القاعدة بعد تضييق الخناق عليها في أنحاء أخرى من أبين.
وقال المتحدث باسم “القوات المسلحة الجنوبية” المقدم محمد النقيب، “استكمالا لعملية سهام الشرق وانطلاقا من الالتزام الكامل للقوات المسلحة الجنوبية بتحمل مسؤولياتها الوطنية في مواصلة مكافحة الإرهاب (..) نفذت وحدات قواتنا السبت المرحلة الرابعة من عملية سهام الشرق”. وتابع المتحدث العسكري “أسفرت العملية عن السيطرة على مركز مديرية المحفد، وطرد عناصر القاعدة منها، واتخاذ جميع تدابير التأمين للمديرية”.
وتتميز مديرية المحفد بطابعها القبلي وتضاريسها الجبلية الصعبة، الأمر الذي دفع عناصر القاعدة إلى الاحتماء بها، بعد أن فقدت معاقلها الرئيسية.
وكان المجلس الانتقالي أعلن في الثامن عشر من سبتمبر الماضي عن سيطرة قواته بالكامل على أكبر معاقل تنظيم “القاعدة” في أبين، وهو معسكر “عومران” الإستراتيجي.
وقال النقيب إن “معسكر عومران يعد أكبر معسكرات تنظيم القاعدة في الشرق الأوسط، واستخدمه التنظيم لاجتياح عاصمة أبين زنجبار في مايو 2011”.
واستغل تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، ومقره اليمن، الصراع بين السلطة الشرعية المدعومة من التحالف العربي الذي تقوده السعودية وجماعة الحوثي المتحالفة مع إيران لتعزيز نفوذه.
وتتمركز عناصر من “القاعدة” في عدد من محافظات اليمن الجنوبية، وتشنّ من حين إلى آخر هجمات ضد القوات الجنوبية
ويرى مراقبون أن العملية العسكرية التي تشنها القوات الجنوبية باتت تترك أثرا واضحا على التنظيم، الذي لجأ إلى عمليات التفخيخ، في محاولة لوقف تقدم تلك القوات، لكن من غير المتوقع أن ينجح في ذلك.
وقتل عدد من جنود القوات الجنوبية الأحد في انفجار يعتقد أنه من تنفيذ تنظيم القاعدة في أبين.
ووقع الهجوم على الطريق العام لمديرية مودية شرق أبين، إذ انفجرت عبوتين ناسفتين أثناء مرور مركبة القوات، مما أسفر عن مقتل ستة جنود وإصابة اثنين آخرين.
وهذا أول هجوم على القوات الجنوبية هذا الشهر في أبين، بعد هجمات نفذها تنظيم القاعدة الشهر الماضي أسفرت عن مقتل العشرات من الجنود، وبدا أنه جاء ردا على خسارة مديرية المحفد.