تستند لغة التهديد لجماعة الحوثي على حالة الانتشاء التي تعتريها من عروضها العسكرية التي أقامتها في مناطق سيطرتها خلال الأشهر الماضية مستغلة سريان الهدنة، متجاهلة سجل هزائمها العسكرية الطويل منذ بداية الحرب وحقيقة أن ما حققته من انتصارات لم يأت الا من بوابة الفساد والخيانة في جبهات الشرعية.
وفي مقابل هذه اللغة التصعيدية والتهديدات من قبل جماعة الحوثي، تباينت لغة الخطاب من قبل القوى المنضوية تحت إطار مجلس القيادة الرئاسي في الرد عليها بين خطاب قوي يتوعدها وآخر ضعيف يغلب عليه الاستجداء، في صورة عكست حقائق الميدان ومحصلة ما انتهت اليه سنوات الحرب السبع الماضية.
حيث بد واضحاً غلبة عبارات التنديد والشجب على خطاب وتصريحات أغلب القوى والمكونات والقيادات والمسئولين المحسوبين على الشمال في الرد على تهديدات مليشيات الحوثي بالتصعيد، والتلويح على استحياء بالخيار العسكري للتصدي لهذه التهديدات.
وبتتبع اخبار اللقاءات التي عقدتها هذه القيادات والمسئولين مع السفراء والمسئولين العرب والأجانب خلال الأيام الماضية، يبرز بوضوح لغة الاستجداء في مطالباتهم بالضغط على جماعة الحوثي للموافقة على المقترح الأممي لتمديد الهدنة في اليمن، رغم سلسلة التنازلات التي قدمها المجلس الرئاسي منذ اعلان الهدنة مطلع أبريل الماضي.
وعلى عكس الخطاب “الشمالي” الضعيف، بدا لافتاً مستوى القوة في الخطاب جنوباً رداً على تهديدات المليشيات الحوثية، وهو ما عبرت عنه تصريحات عضو مجلس القيادة الرئاسي الرئيس القائد عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي في لقاءاته التي عقدها بالعاصمة السعودية الرياض خلال الأيام الماضية.
فالرئيس الزبيدي وخلال حديثه، الأربعاء، مع السفير المصري اعتبر بأن الابتزاز الذي تمارسه المليشيات للحصول على مكاسب سياسية أمر غير مقبول، متوعداً بأن أي تصعيد ستقدم عليه سيقابل برد حاسم، في حين أشار لدى لقائه السفير الألماني الثلاثاء إلى تقديم المجلس الرئاسي للكثير من التنازلات لأجل السلام، مؤكداً بأن “الوقت حان لوقف غطرسة مليشيات الحوثي”.
لغة الوعيد من الرئيس الزبيدي عززها الناطق باسم القوات التابعة للمجلس الانتقالي، محمد النقيب، بالتأكيد على امتلاك القوات الجنوبية “من ادوات ووسائل الردع العسكري ما يكفي لإعادة المليشيات الحوثية الى صوابها”، حسب قوله، مذكراً إياها بهزيمتها ودحرها من الجنوب عام 2015م.