استعدادات جارية على قدم وساق تبذلها اللجنة التحضيرية لمؤتمر الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين لانعقاد مؤتمرها الأول وعودة الصوت الجنوبي الحر والمستقل بعد أكثر من عقدين ونصف صودرت فيها الكلمة الجنوبية وحجب فيها الصوت الجنوبي قسرا.
وتحت شعار “من أجل إعلام جنوبي حر يساهم في تحقيق أهداف شعب الجنوب”، اجتمعت مطلع الأسبوع في العاصمة عدن، اللجنة التحضيرية لمؤتمر الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين التي تم تشكيلها مؤخرا بقوام 37 شخصية إعلامية وصحفية جنوبية، للتحضير والترتيب للمؤتمر العام، الذي من المرتقب أن ينبثق عنه نقابة خاصة بالصحفيين والإعلاميين الجنوبيين.
اجتماع اللجنة
وتمخض عن الاجتماع الأول الذي جاء برعاية كريمة من الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، انتخاب الدكتور عبدالله الحو رئيسًا للجنة التحضيرية، وعيدروس باحشوان نائبًا لرئيس اللجنة التحضيرية، وصلاح العاقل ناطقًا رسميًا، والدكتورة نوال مكيش مقررًا للجنة التحضيرية، وكذا إقرار اللجان الفرعية وتسمية رؤسائها وأعضائها، وتحديد المهام التي ستقوم بها.
كما تناول الاجتماع الاستماع لجملة من الملاحظات القيمة لأعضاء اللجنة التحضيرية الذين يمثلون وسائل ومكاتب الصحافة والإعلام في محافظات الجنوب، الذين أدلوا بدلوهم فيما يتعلق بنشاط اللجنة وخطة العمل وكل ما من شأنه إنجاح التحضيرات للوصول إلى عقد المؤتمر ونجاحه.
أهداف المؤتمر
وأوضح الأستاذ مختار اليافعي نائب رئيس الهيئة الوطنية للإعلام الجنوبي، أن مؤتمر الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين المرتقب يمثل “علامة فارقة في تاريخ الإعلام الجنوبي المعاصر، ويهدف إلى التئام الصوت الإعلامي الجنوبي بمختلف توجهاته وأطيافه وأشكال عمله، ليعبّر عن الإرادة الجنوبية الحرة للصحفيين والإعلاميين، في تلبية طموحاتهم في الدفاع عن الكلمة الصادقة، ومعالجة قضاياهم المعيشية، والحقوقية، والإنسانية”.
ويؤكد اليافعي أن المؤتمر الأول للإعلاميين والصحفيين الجنوبيين سينبثق عنه كيان نقابي لكل الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين في الداخل والخارج، يمثل الكل بدون استثناء.
الشعار
وكشفت اللجنة التحضيرية للمؤتمر الأول للصحفيين والإعلاميين الجنوبيين عن شعار المؤتمر، الذي يعكس القطاعات العاملة في الصحافة والإذاعة والتلفزيون تحت علم الدولة الجنوبية.
وقال الدكتور صدام عبدالله المستشار الإعلامي للرئيس القائد عيدروس الزبيدي، “عانى أبناء الجنوب من تهميش وإقصاء في مختلف الأطر، وساد كيان متسلط استحوذ على كل شيء وأظهر نفسه أمام العالم الخارجي بأنه معبر عن آرائهم، واليوم تم وضع اللبنة الأولى لاستعادة الحق الإعلامي الجنوبي”.
مخاطبة المجتمع الدولي
ويرى سياسيون وصحفيون أن تقويم وتقوية الإعلام الجنوبي في هذه المرحلة أمر يحمل أهمية بالغة، كونه يزيد من متانة هذا القطاع الحيوي الذي يعبر بشكل جاد عن الصوت الجنوبي الحر، مشددين على ضرورة تركيز الإعلام الجنوبي على مخاطبة الغرب والمجتمع الدولي، بعدالة قضية شعب الجنوب، ومدى تعرُّضه لحرب ظالمة من قبل قوى الاحتلال اليمني، بما يمنح قضية شعب الجنوب أبعادا دولية، تتسق مع تحركات المجلس الانتقالي الذي يولي اهتماما كبيرا بهذا الأمر، كما سيُجهِض مؤامرة غاشمة ينفذها الاحتلال اليمني، الذي يسعى بكل وضوح إلى استئصال وتقويض أحد دعائم قوة الجنوب العربي عن إرادة شعبه.
آمال وتطلعات
ويقول ياسر اليافعي صحفي ومحلل سياسي “منذ وقت مبكر حاولنا أن يكون للصحفيين الجنوبيين كيان يعبر ويدافع عنهم، أتذكر في عام 2012 كانت محاولة كتب لها الفشل ومحاولات بعد هذا التاريخ فشلت أيضا بسبب تدخلات الأحزاب التي كانت تخترق الحراك الجنوبي”.
وتابع: “اليوم جهود التحضير لمؤتمر للصحفيين والإعلاميين الجنوبيين تسير بصورة ممتازة لتشكيل كيان يدافع عن الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين ويعبر عن تطلعاتهم، بعيدا عن سيطرة قوى النفوذ والفشل والفساد والانتهازية”.
وعلق صحافيون جنوبيون آمالهم على مؤتمر الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين، في أن تنظم وترتب العمل الإعلامي وتنهض به بما يواكب تطلعات شعب الجنوب ويوصل رسالته للداخل والخارج، معتبرين انعقاد الاجتماع الأول للجنة التحضيرية خطوة في الطريق الصحيح، ولصالح الإعلام من حيث حماية حق الصحفي، وكذلك النهوض بالإعلام ليخاطب الداخل والخارج.