جاءت الذكرى الثامنة لاجتياح الحوثيين لصنعاء في الحادي والعشرين من سبتمبر، في ظل حالة ضبابية تلف المشهد اليمني ومفترق طرق بين سلام هش ومرحلة جديدة من الحرب.
وفيما احتفل الحوثيون بذكرى سيطرتهم على الدولة اليمنية في صنعاء وعدد من المحافظات، أحيا كثير من اليمنيين ما وصفوه بيوم النكبة التي بدأت معها الحرب اليمنية وتداعيات الانقلاب التي ما تزال مستمرة حتى اليوم.
ويؤكد مراقبون أن اليمن يعيش بعد سبع سنوات من الانقلاب الحوثي واقعا شديد الانقسام، ويصعب التكهن بمآلاته، في الوقت الذي يستعرض فيه الحوثيون قوتهم ويلوحون بالمزيد من العنف، فيما يسعى المجتمع الدولي لوضع حد لواحدة من أسوأ الازمات الإنسانية في العالم.
تفاعلات تاريخية
يربط خبراء يمنيون بين حال اليمن الراهن وبين التفاعلات التاريخية التي مرت بهذا البلد الذي أدمن الصراعات السياسية والجهوية. ويؤكد الباحث اليمني ثابت الأحمدي في تصريح لـ”العرب” أن واقع اليمن اليوم يشبه واقع اليمن نهاية القرن الهجري الثالث، حين قدم يحيى حسين الرسي من الحجاز إلى صعدة، فارا من الدولة العباسية، وفيها أسس نظريته الكهنوتية التي اعتنقها أبناؤه من بعده، ولا يزالون.
ويشير الأحمدي إلى وجود تشابه في الأوضاع التي يعيشها اليمن اليوم مع ظروف تاريخية مشابهة على الصعيد الاجتماعي والحروب الداخلية والاضطرابات ويضيف “خلال ثماني سنوات استطاعت الميليشيات الحوثية أن تُحكم قبضتها بالإكراه على مناطق سيطرتها، لا بأدواتها هي كعصابة، ولكن بأدوات الدولة التي سطت عليها، من جيش وأمن وإعلام ومال.. إلخ، بالتعاون مع بعض عملائها ومع بعض الذين سهلوا لها كثيرا من هذا الحضور. وهو حضور شكلي في حقيقته؛ لأن الشعب يغلي من قاعه، متذمرا من تصرفات وسلوكيات هذه الجماعة التي تبدو بدائية همجية، لا علاقة لها بالدولة ولا حتى بالإنسانية”.