نداء حضرموت – صحيفة الاتحاد
واصلت ميليشيات الحوثي الإرهابية جرائمها في جميع المجالات، خصوصاً انتهاكاتها في قطاع التعليم ومنتسبيه، سعياً لصناعة جيل كامل من معتنقي الأفكار المتطرفة.
وقبل أيام استولى القيادي في الميليشيات الإرهابية عبدالرحيم الحمران، صهر زعيم العصابة عبد الملك الحوثي، على مدرسة «الواسعي الحكومية» في مدينة صعدة، وأمر بإغلاقها وتحويلها إلى «ملكية شخصية» بحجة أن ملكية أرض المدرسة تعود إلى عائلته.
وفي الوقت نفسه، طالبت الميليشيات عبر وثيقة رسمية صادرة في 8 أغسطس الجاري، إدارات مدارس محافظة ذمار بتسليم ألف ريال يمني عن كل طالب تحت مسمى «زكاة مستحقة على الطلبة»، ورفعت مطلع الشهر الجاري رسوم التسجيل للطلبة من 250 ريالاً إلى 8 آلاف ريال يمني، وأوقفت التوزيع المجاني للكتاب المدرسي، وفتحت نقاط بيع للكتب في صنعاء.
وأكد خبراء ومحللون يمنيون لـ«الاتحاد» أن هذه الوقائع وغيرها امتداد للتدمير الممنهج لقطاع التعليم الذي مارسته ميليشيات الحوثي الإرهابية على مدى الأعوام السبعة الماضية بهدف تفريغ العملية التعليمية وتخريبها.
وأوضح أحمد الربيزي، الناشط والمحلل السياسي اليمني في تصريحات لـ«الاتحاد»، أن ميليشيات الحوثي اعتادت منذ أن سيطرت على بعض المناطق في سبتمبر 2014 على تنفيذ خطة ممنهجة لتفريغ المدارس والجامعات من محتواها التعليمي والتربوي عبر العديد من الحيل الخبيثة أبرزها التخريب المتعمد للمؤسسات التعليمية، وإلحاق الأذى المادي والمعنوي بالمعلمين وأساتذة الجامعات، واستقطاب الطلاب للقتال في صفوفها.
وعلى سبيل المثال، بحسب تقرير أصدره مكتب حقوق الإنسان في اليمن، فقد ارتكبت ميليشيات الحوثي في الفترة بين أكتوبر 2019 وأكتوبر 2020 نحو 8140 انتهاكاً شملت عمليات فصل المعلمين، ومعاملتهم بتعسف، وتغيير المناهج، وخصخصة المدارس، وتجنيد الطلاب، وإقامة فعاليات وأنشطة طائفية في المدارس.
ورصد التقرير 157 حالة اختطاف لمعلمين ذكور وإناث من المؤسسات التعليمية، وفرض الإقامة الجبرية على 35 معلماً، وتقديم 23 للمحاكمة وإصدار أحكام بالإعدام بحقهم، إضافة إلى 194 حالة اقتحام لمنشآت ومدارس حكومية وخاصة وإدارات تعليمية ومعاهد تدريبية، و826 حالة نهب رواتب للمعلمين ومساعدات غذائية، ومصادرة وظائف 713 تربوياً في صنعاء في إطار مشروع «حوثنة» قطاع التعليم.
وأكد الربيزي أن ميليشيات الحوثي الإرهابية تستهدف إفساد قطاع التعليم في اليمن عبر فرض مفاهيم وأفكار طائفية في المناهج وتعديلها بشكل يتوافق مع أهدافها ومنهجها الطائفي، لخلق جيل جديد خاضع لقياداتها، يؤمن بأفكارها ومعتقداتها.
وتعمدت الميليشيات الإرهابية إجراء تغييرات وتعديلات واسعة في محتوى المناهج الدراسية، إضافة إلى وضع شعار «الصرخة الحوثية» في واجهة الكتب، وصورة من مركز إعلامها الحربي في الخلفية، وطبعت أكثر من 11 ألف كتيب تحمل أفكارها وشعاراتها لتوزيعها على المدارس، وتعمدت تزييف منهجي التاريخ والتربية الإسلامية، وإدخال تغييرات واسعة تتوافق مع أفكارها، وبما يساعدهم على إنشاء مجتمع يخضع لهم.
كما تعرض المئات من أساتذة الجامعات اليمنية للعديد من الانتهاكات الحوثية، بالفصل التعسفي، أو الاختطاف والاعتقال، ووقف رواتبهم، وإغلاق الجامعات والبرامج التخصصية، وفي المقابل افتتاح جامعات تابعة لهم.
وأشار المحلل السياسي اليمني عبدالله إسماعيل إلى أن الميليشيات تستهدف النشء، وحولت المدارس إلى ثكنات عسكرية، وعمدت إلى تدمير بعضها، ووصل الأمر إلى تفخيخ الفصول.
وأكد إسماعيل في تصريحات لـ«الاتحاد» أنه تم تدمير المدارس بالصواريخ، وحُرمت أعداد كبيرة من الطلاب من التعليم.
وقدرت الأمم المتحدة، عدد المدارس المدمرة والمتضررة في اليمن بحوالي ثلاثة آلاف مدرسة، وما يزيد على 2.4 مليون طفل خارج نظام التعليم.
وأوضح المحلل السياسي اليمني أن ميليشيات الحوثي وجدت ضالتها في مناطق تنتشر فيها الأمية أو يغلب على أفرادها قلة التعليم، لبث أفكارها الطائفية، مما اضطر الأهالي إلى تعليم أبنائهم في المنازل.
وطالب إسماعيل بتفعيل القناة التعليمية اليمنية، وإيجاد منصات على الإنترنت لتقديم الدروس، وإيجاد آليات للاختبار عن بعد، وذلك سيشكل عاملًا مساعداً لصمود السكان في مناطق سيطرة الميليشيات الحوثية.
وكشف تقرير للمجلس النرويجي للاجئين عن تحول 20% من المعلمين في اليمن إلى مقاتلين مرتزقة لدى ميليشيات الحوثي، نتيجة توقف رواتب أكثر من 170 ألف معلم، ووصلت جرائم الحوثيين إلى قتل 1500 معلم ومعلمة، وإصابة 2400 من العاملين في قطاع التعليم بإعاقات مستديمة، وهناك ما يقارب 3.7 مليون طفل بحاجة للمساعدة للعودة لمدارسهم، حيث قام «الحوثي» بتجنيد المئات منهم بصورة غير قانونية، مستغلاً تسربهم من التعليم والحاجة للمال.