بقلم/ صالح علي الدويل باراس
بيان الرئيس بشان تشكيلة المجلس الرئاسي لم يشر “لتابو ” المرجعيات حتى اشارة ، وخارج دستور الوحده الذي لم يخول للرئيس التنازل عن صلاحياته وسلطاته لاي طرف الا بموجب شروط منصوص عليها في الدستور ولا تنطبق على المجلس
فالاعلان سيكون على طريقة غوار الطوشي “كلين ايده له” فتشكيلته ليست من بنيان الجمهورية اليمنية بل تشكيلة قوى امر واقع للخروج من تداعيات الحرب
الاستقلال سيظل موجود بقوة لان له على الارض قوة موجودة ولن يتحقق دمج القوات فالكل سيظل محتفظ ب”عصاه” لحاجته اليها
لجنوب السودان كانت ثورة وطنية ودخلت في العمل السياسي وشاركت ضمن الدستور السوداني واقسمت عليه ولها قوة على الارض وفرضت الانفصال ولم تلزمها المشاركة بالتنازل
ومع ذلك فالجنوبيون الحريصون الذين يقولون ان مخرجات لقاء الرياض انهت مشروع الاستقلال لهم حيثيات موضوعية انطلق منها حرصهم على الجنوب من الضياع في دهاليز السياسة!!
لكن في المقابل اذا لم يكن جنوب فلن يكون يمن حتى بحدود الامام يحيى ، اما اقاليم ويمن موحد بعد حكومة الامر الواقع الحوثية ولقاء الرياض ومخرجاته التي تجاوزت دستوره والمرجعيات فانه في حكم التاريخ
يبدو ان التحالف في ما وراء المخرجات الظاهرة من لقاء الرياض وصل الى استحالة اليمن الواحد لكنه يريد ان يحاصر الحوثي بحزام سني او هكذا يامل إذ يعلمون جيدا ان الحوثي لن يذعن للسلام اطلاقا اطلاقا او اذعن فانه لن يفي بعهوده وفي كل الاحوال لا يريدون تكرار تجربة حزب الله في لبنان
لم ياتِ اختيار “العليمي” صدفة او لكفاءته القانونية والامنية بل في هذا الاتجاه فازحة العصبوي الزيدي علي محسن وعدم وضع شخص عصبوي على راس التشكيلة في حجمه ووزنه يؤكد ان التحالف بصدد تغيير تحالفاته بعد ان يئس ان تهزم العصبوية الزيدية او تلجم على الاقل طائفيتها ، وهو لم يخرجها من التشكيلة لكنها ليست راسها
هذا السيناريو هو الاشد خطرا على الجنوب من الحوثي ومن طارق عفاش ومن ومن ..الخ ، ف”لوبي تعز” ذو ملمس ناعم وسمّ قاتل وقد جرّبه الجنوب طيلة الحقبة الاشتراكية اما طارق عفاش فمهما اكثروا حوله الضجيج فسيتحول الى قوة تأتمر بامر العليمي و”لوبي تعز” فقوته في جذوره ، وجذوره في الهضبة وليست في المخا
“لوبي تعز” يرى انها فرصته ان لا “يكون شاقي لمراكز نفوذ الهضبة” فهو يملك المال ولديه منظمات عمل مدني ومثقفون واعلاميون وحزبيون وكفاءات في كل المجالات …الخ ولم يبق عليه الا القوة العسكرية وهي موجودة وما نقص منها سيوفره طارق حتى حين!!!
هذا السيناريو اخطر الاحتمالات على هيمنة العصبوية وعلى الجنوب فالتحالف سيلقي بكل ثقله في هذا الاتجاه املا في طوق سني يحاصر الحوثي رغم انه لن يحقق خطة الطوق التي يتمناها التحالف لحصره فمن الصعب جمع التناقضات السنية في اليمن عدا الجنوب تحت امرة لوبي تعز الذي لن تقبله حتى “اب”
شراكة الانتقالي في ادارة السلطة في هذه المرحلة هي شراكة الضرورة وهي شراكة مع يمنيين لا تحكمها شراكة الدستور اليمني ولا المرجعيات ووجودهم ضرورة افشال المخططات من داخل المجلس فلا يعني ان الخطر على الجنوب من علي محسن فقط
ليس مطلوبا من القيادة السياسية ان تقول : لا ؛ وهذا لا يعنينا فقط !!، في ظل تشابكات اقليمية ودولية بقضيتها وحرب تدور رحاها تعنيها وتظل متقوقعة فالمرحلة توجب العمل بواقعية سياسية فواقع الحرب فرض ويفرض التعامل مع كل طيف الاعداء ومع التحالف ومصالحه بل ان اتفاق الرياض الذي عقده الانتقالي مع الشرعية والذي جاء على خلفية غزوة “خيبر” كان لتوحيد بندقية الجميع ضد الانقلاب وجاء بدمج القوات وانسحابات القوات اليمنية من الجنوب ورغم ذلك ظل الحال كما هو واي دمج سيظل مربوطا بذلك الاتفاق!!
لقاء الرياض الاخير جاء والتحالف العربي وصل الى استبعاد الخيار العسكري وانه بصدد خيار سلمي للحرب في اليمن وكان لزاما اعادة هيكلة الشرعية وايضا ولابد من اشراك الجنوب بصفته معني بالحرب فكانت مشاركة الانتقالي وتمخض عن اللقاء اشهار المجلس
ان ماجرى في اللقاء هو تفكيك اكبر خصم للقضية وهو علي محسن وحلفاؤه واذا كانت من شراكة باقية لهم فهي “لا تاوي الى ركن شديد” بعد الاطاحه به فوجوده الى جانب قوته كان من لب الدستور بعكس التعيينات الاخيرةللمجلس
8ابريل 2022م