بقلم /محمد نجيب سعيد
دخلت الحرب الروسية الأوكرانية أسبوعها الرابع والمتوقع زيادة حدتها مستقبلا خاصة بعد أن فرض الغرب أشد العقوبات الاقتصادية والمالية ضد روسيا والتي بدات بالحاق الضرر بالاقتصاد الروسي الكلي عامة وبنيته المالية خاصة. كما أن توفير مساعدات مالية كبيرة وعتاد حربي متطور للحكومة والجيش الأوكراني يؤسس لمثل هذه التنبؤات المقلقة والخطيرة.
– وللإعادة والتذكير فكل من روسيا واوكرانيا يمثلون نحو 30 في المئة من صادرات القمح العالمية. وبسبب أسعارها التنافسية مقارنة بالقماح الأميركية والاسترالية، تذهب أغلب صادرات الدولتين من القمح إلى دول العالم الثالث النامية والاقل نموا، كبلدنا التي تستورد نحو ” 22 %” من احتياجاتها من القمح من “أوكرانيا”.
– وبجانب ريادة القمح عالميا، فإن الدولتين يعتبران لاعبتين رئيسيتين في تصدير سلع الذرة والشعير وزيوت الطبخ والأسمدة الزراعية.
– ويتم تصدير نحو 85 % من قمح الدولتين بحرا من موانئ في البحر الأسود التي أصبحت مغلقة بسبب الحرب وما تسبب هذا من تبعات مباشرة على قطاع النقل الدولي وسلاسل التوريد العالمية.
– وبعد هذا العرض الفعلي والقاتم لواقع قطاع سلعة القمح ، وفي حال استمرار هذه الحرب ،فإنه من المتوقع حدوث “مجاعات” [لا سمح الله] في بعض دول الشرق الأوسط وأفريقيا والتي لديها أوضاع اقتصادية ومالية هشة والتي ” هي” تعتمد اعتمادا أساسيا في تأمين ” آمنها الغذائي” على واردات القمح، وسلع أخرى غذائية من كل من روسيا وأوكرانيا. هذا بحسب منظمة الغذاء العالمية.
– وعليه، فان هذه الدول بذاتها وما هي عليه من “تحلل” اقتصادي و “ضعف وعجز” مالي، فإنها لا تملك ولا تقوى على “اختيار” أو “الانتقال” إلى “بدائل” لدول أخرى للقمح ك”مصادر” لـ “آمنها الغذائي”.
– وبرغم حساسية وخطورة وضع ” الآمن الغذائي” على استقرار وحاضر وبقاء ومستقبل الأمم وشعوبها، وعلى مستوى الوطن الغالي، فلا [النخب الحاكمة والفئات المتحاربة والمتاجرة والمتناحرة والمكونات السياسية والرموز القديمة المهاجرة… إلخ]، ولا التحالف العربي” حرك ساكنا وكشف ونبه وحذر من “النتائج الوخيمة والمدمرة” لوضع “آمننا الغذائي” المكشوف والمعدوم والكارثي.
– ولكن وللحسرة نرى كل “المكونات والتوليفات” السياسية منها بكافة “بوصلياتها” والاجتماعية بكل “طبقاتها” والمميزة من “أكاديميها” ورموزها التاريخية المهاجرة “العقيمة”.. كل هؤلاء وأمثالهم وأتباعهم بات جل “تركيزهم وانشغالهم” كيفية حضور “مؤتمر الرياض” للمصالحة الوطنية التي أعلنت عن انعقاده منظمة مجلس التعاون الخليجي.
– موقف هؤلاء [ الا النادر ] من “هدف” المؤتمر لم يراوح ” مكانه من عنوانه. فلم نسمع او نقرأ او نشاهد مساهمات او وجهات نظر او مواقف او تحليلات او توصيات أمينة وصادقة ومجردة حول ماهي افضل السبل والآليات لتحقيق “هدف المؤتمر الأسمى”.
– السؤال: لماذا يعيد “المضيف” دعوة هذه الفئات ” بذاتها” مرارا وتكرارا دون “ملل او كلل” مع العلم بمؤهلاتها التقليدية من إفلاس وطني وشعبي وسياسي.
– ان اكثر من 80 % من الشعب يعانون من الجوع والفقر. ندعو كل هذه الفئات إلى العودة إلى جادة الصواب والتوقف عن المتاجرة بحقوق ومصالح الأمة.
– الكل يدرك كم هو “ضعيف” موقف ووضع ” الآمن الغذائي” حتى قبل أزمة روسيا واوكرانيا. قريب ، لا سمح الله، وفي غضون أسابيع/ أشهر قادمة محتملة من استمرار الحرب ، وللأسباب المذكورة اعلاه، سوف يسوء ويتهاوى وضع “الآمن الغذائي ” عالميا عامة واقليميا خاصة.
– لمؤتمر الرياض أجندة “إحلال السلام في اليمن “، فإننا وبكل امانة وصدق واخلاص نطلب من منظمة دول مجلس التعاون الخليجي، صاحبة مبادرة السلام، إلى اضافة ” الآمن الغذائي ” في اليمن إلى جدول اعماله ويصدر قرارات بشأنها. حينها سيتأكد لكل الشعب ودون استثناء النوايا الخيرة والحسنة والصادقة والتي يكنه لهم اخوتهم في دول مجلس التعاون الخليجي حكومات وشعوب.