حذر تقرير أممي أمس، من حدوث كارثة إنسانية في اليمن خلال الفترة من يونيو إلى ديسمبر المقبلين.
جاء ذلك في تقرير مشترك أصدرته عدة وكالات أممية، هي منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف” وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة “فاو”.
وأكد التقرير أن “17.4 مليون يمني (العدد الإجمالي للسكان نحو 30 مليونًا) بحاجة الآن إلى مساعدات إنسانية عاجلة من بينهم 2.2 مليون طفل يعانون من سوء التغذية الحاد”.
وذكر التقرير أنه “من المحتمل أن يصل عدد اليمنيين الذين قد لا يتمكنوا من تلبية الحد الأدنى من احتياجاتهم الغذائية إلى رقم قياسي يبلغ 19 مليون شخص خلال الفترة من يونيو إلى ديسمبر المقبلين”.
وتوقع التقرير الأممي أن “ينحدر 1.6 مليون شخص إضافي في البلاد إلى مستويات طارئة من الجوع، مما يرفع العدد الإجمالي إلى 7.3 مليون شخص مع نهاية العام”.
وأكد التقرير أن “عدد الأشخاص الذين يعانون من مستويات كارثية من الجوع سوف يرتفع خمسة أضعاف عما هو عليه حاليًا أي من 31 ألف شخص حاليًا إلى 161 ألف على مدار النصف الثاني من العام الجاري”.
وكشف التقرير الأممي “ارتفاع مستوى سوء التغذية الحاد بين الأطفال دون سن الخامسة، إذ يعاني 2.2 مليون طفل في جميع أنحاء اليمن من سوء التغذية الحاد، بمن فيهم حوالي نصف مليون طفل يواجهون سوء التغذية الحاد الوخيم، وهي حالة تهدد الحياة”.
وحتى نهاية 2021، أودت الحرب بحياة 377 ألف شخص، وكبّدت اقتصاد اليمن خسائر 126 مليار دولار، وبات معظم السكان، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على المساعدات، في إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية بالعالم، وفق الأمم المتحدة.
وكانت 12منظّمة تابعة للأمم المتّحدة أفادت أنّ 161 ألف مواطن في اليمن سيواجهون مجاعة على الأرجح خلال النصف الثاني من العام الجاري، أيّ بزيادة تقدّر بخمسة أضعاف مقارنةً بالتقديرات الحالية.
وجاء التحذير الصارخ في تقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي “آي بي سي” ، قبيل المؤتمر السنوي لجمع التبرعات الذي تستضيفه الأمم المتّحدة يوم الأربعاء.
وأشار التقرير إلى أنّ 19 مليون شخص في اليمن، من أصل أكثر من ثلاثين مليون نسمة، يرجّح ألّا يتمكّنوا من تلبية الحدّ الأدنى من احتياجاتهم الغذائية بين شهري يونيو وديسمبر المقبلين.
كذلك، أضاف أنّ مليونين ومئتي ألف طفل ونحو مليون وثلاثمئة ألف امرأة، قد يعانون من سوء التغذية الحاد بحلول نهاية العام.
وكان برنامج الأغذية العالمي اضطر إلى خفض الحصص الغذائية لثمانية ملايين شخص في اليمن بسبب نقص التمويل.
وناشدت الأمم المتحدة العام الماضي الدول المانحة تقديم 3,85 مليارات دولار لتمويل تكاليف المساعدات، ولكن تم التعهد بتقديم 1,7 مليار دولار فقط في مؤتمر لهذه الدول. وستسعى المنظمة الأممية لجمع أموال إضافية في مؤتمر مماثل الأربعاء.
إلى جانب نقص التمويل، تحذر الأمم المتحدة من أن الحرب الروسية الأوكرانية ستفاقم المعاناة.
وقال التقرير “سيؤدي الصراع بين أوكرانيا وروسيا إلى مزيد من صدمات الاستيراد والأسعار، بالنظر إلى أن أكثر من 40 في المائة من إجمالي ورادات اليمن من الحبوب تأتي من هذين البلدين”.