لم يكن الإخوان في ساحة تغييرهم ثورة، بل كانوا انعكاسًا سلطويًا يمنيًا للربيع الإخواني، حاولوا أن يجعلوه ثورة ليركبوها ويعيدوا تجديدهم السلطوي بإزاحة شريكهم بل صاحب الأفضال عليهم.
فأكبر كذبة ما زالوا يرددونها أن فبراير ثورة وأنها شرارة ثورة شبابية.
الثورات تنتصر أو تستمر، بل إن قادتها يدفعون الفاتورة ولا يهربون ومن غرف الفنادق المكيفة يشعلونها وعظًا وطنيًا هم أبعد الناس عنه، الثورة لا تنهيها مبادرة كثورة التغيير.
فبراير مساومات سلطة أحاطتها وكلفتتها مبادرة خليجية وصلت إلى نقطة معينة تصارع فيها لصوص السلطة والثروة والنفوذ فأخذها الحوثي وأخرج شارع التغيير الإخواني ولم يطلق طلقة في الهواء دفاعًا عن ثورته، وذاب شارع السبعين العفاشي من المشهد بعد أن سلم الزعيم كل القوة الخشنة والناعمة للحوثي وصارت ملكًا له.
لم يكن عفاش دولة، كان سلطة يملك جيشًا ومؤسسات …إلخ وكان أهل الحل والعقد من الثوار جزء منها فاختلفت مصالحهم وكان الربيع الإخواني فرصة للطرف الإخواني العصبوي أن يظن أنه قاب قوسين أو أدنى من (كلفتة) السلطة والنفوذ وإخراج عفاش.
لم يكن عفاش في الطرف الآخر دولة بل سلطة ولو كان دولة لما انجرفت عساكر الدولة ومؤسساتها مع الحوثي أو حتى مع عفاش نفسه بعد أن قدم استقالته، فمبارك في مصر استقال وبقيت مؤسسات مصر تدافع عن مصرن ولو كان في اليمن دولة سيكون ولاء كل المؤسسات وطنيا كما حصل في مصر وتونس، فقد بقيت المؤسسات الأمنية والعسكرية موالية للوطن بغض النظر عن سلطة الرئيس المقال، ثم قامت بإصلاح الخلل وطنيًا، أما في اليمن فقد أثبتت أنها قطاع مملوك لسلطة، فعفاش تحول بقدرة قادر من رئيس مقال إلى زعيم فوق السلطة فأعاد اللعب على رؤوس الثعابين فلدغته اللدغة القاتلة!
ما ساعد الحوثي في الهيمنة أن الجميع كان يخطب وده، فالتغيير جاء به إلى الحوار وهو مليشيا مسلحة وعفاش أعطاه كل القوة لأنه الزعيم كما ظن! والحوثي كان يثق أن بنية كل سلطة عفاش ليست بنية دولة وأنها لم تكن وطنية بل عصبوية وأن انحيازها له مضمون بحكم عصبويتها الزيدية وأنها ستنحاز لولائها الطائفي وقد حصل إلا من بعض فيها لجأ إلى بيته بعد أن تأكد أن قوة طوفان الحوثي ليس في مران بل من مؤسسات سلطة عفاش التي صارت ذراعه العسكري والأمني والمخابراتي.