تمنت طفلة سورية نازحة في الشمال السوري أن تحظى خلال العام الجديد 2022 بخيمة لها، بعدما ألحقت الأمطار أضراراً بخيمتها، لتثير أمنيتها ردود أفعال غلب عليها الحزن على شبكات التواصل الاجتماعي.
الطفلة واسمها شهد، من ريف إدلب الشمالي، تبلغ من العمر 10 أعوام، وقالت في مقابلة مع قناة “الجزيرة مباشر”، بينما كانت تُغطي جسدها هي وإخوتها ببطانية من شدة البرد، إنها تتمنى الحصول على خيمة.
تنام شهد مع إخوتها الصغار وجدها وجدتها في الخيمة نفسها، بعد أن خربت الأمطار خيمتهم، وفقاً لما ذكره موقع “الجزيرة مباشر”، وأضاف أن “شقيقها يزن (13 سنة) كانت أقصى أمنياته للسنة الجديدة إغاثة”.
مغردون على موقع تويتر أبدوا تعاطفاً كبيراً مع الطفلة شهد، وأقرانها من الأطفال السوريين اللاجئين والنازحين، الذين يعانون مع عائلاتهم خلال فصل الشتاء.
يُجدّد فصل الشتاء في كل عام معاناة آلاف العائلات في إدلب ومحيطها، حيث يقيم ثلاثة ملايين شخص نصفهم نازحون، فروا من مناطق أخرى على وقع تقدم المعارك خلال سنوات النزاع الذي أودى بحياة قرابة نصف مليون شخص.
فمع بدء هطول الأمطار الغزيرة تتحوّل الطرق الترابية الفاصلة بين الخيام إلى ممرات موحلة، تتسرب منها المياه إلى داخل الخيام، التي يحاول سكانها تمتينها عبر أحجار كبيرة تثبتها.
توفّر منظمات إغاثية خياماً عازلة وبطانيات وملابس للعائلات النازحة، إلا أن الجهات المانحة تكافح لمواكبة الطلب المتزايد، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
في هذا الصدد، قدّرت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين الحاجة إلى تمويل بقيمة 182 مليون دولار للاستجابة للاحتياجات الرئيسية لأكثر من ثلاثة ملايين شخص في سوريا خلال هذا الشتاء، لكن نصف هذا المبلغ متوافر حالياً، وفق ما ورد في بيان الشهر الماضي.
من جانبها، حذرت منظمة “أطباء بلا حدود”، التي توفر دعماً لعشرات المخيمات في شمال غربي سوريا، بأن أساليب التدفئة غير الآمنة تزيد من خطر الإصابة بأمراض تنفسية ومضاعفات جراء تنشّق الدخان.
أشارت المنظمة إلى أن “أمراض الجهاز التنفسي هي على الدوام من بين أول ثلاثة أمراض يتم الإبلاغ عنها في مرافقنا في شمال غربي سوريا”.
يُشار إلى أنه يموت سنوياً عدد من الأشخاص والأطفال جراء الحرائق التي تندلع في الخيام القماشية، مع اللجوء إلى وسائل تدفئة غير آمنة.