نداء حضرموت – بي بي سي
علّقت صحف عربية على الذكرى الخامسة والسبعين (اليوبيل الماسي) لتأسيس جامعة الدول العربية، الذي يأتي في ظل تحديات تفشي وباء كورونا (كوفيد-19) في العالم وفي ظل اشتعال أزمات سياسية وحروب تعصف بعدد من الدول العربية.
وكتب أمين عام الجامعة العربية يؤكد على قيمة “العمل الجماعي المشترك”، لكنه قال إن “الطموح لا يزال سابقا للواقع، والمأمول أكبر بكثير من المتحقق”.
وقد تم توقيع ميثاق جامعة الدول العربية في القاهرة في مثل هذا اليوم (22 مارس/آذار) من عام 1945.
“لتسكت المدافع”
يقول أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدولة العربية، في جريدة “الشرق الأوسط” اللندنية: “خمسة وسبعون عاما مضت على هذه الخطوة التاريخية التي اتخذها جيل مؤسس من القادة العرب من ذوي الهمة والوعي بوضع إطار مؤسسي للعلاقات بين الدول العربية، التي قامت زمنا طويلا على وحدة الشعور والضمير، فضلا عن اللغة والتاريخ والثقافة المشتركة، من دون أن يُترجم ذلك في صورة مؤسسية سياسية”.
ويرى أبو الغيط في مقاله، الذي جاء تحت عنوان “لتسكت المدافع وتتوقف الصراعات حتى نواجه الجائحة”، أن العالم العربي الآن “أحوج ما يكون إلى قيمة العمل الجماعي المشترك. ما زال الطموح سابقا للواقع، والمأمول أكبر بكثير من المتحقق. فمشكلات العالم العربي لا تخفى على أحد، وجراحه النازفة تُدمي قلوبنا جميعا. ومؤخرا، فإن بلادنا صار عليها أن تتصدى كذلك لأخطر تحديات العصر، وهو جائحة كورونا”.
وتناول أبو الغيط عددا من “الأزمات المشتعلة، التي تواجه بعض الدول العربية، ومنها سوريا واليمن، قائلا: “إن هذه الأوضاع الإنسانية الخطيرة هي عَرَض للمرض الأصلي، وهو استمرار النزاعات. لقد آن للمدافع التي يقتل بها أبناء الوطن الواحد بعضهم البعض أن تسكت، خصوصا وأن الوضع العالمي في مواجهة جائحة كورونا يجعل من استمرار مثل هذه النزاعات نوعا من العبث”.
وتابع أبو الغيط: “إنني أدعو كافة الأطراف إلى وقفة صادقة مع النفس، وأناشد مشاعر الرحمة والمسؤولية الإنسانية لدى الجميع مطالبا بإيقاف القتال على كافة الجبهات العربية المشتعلة. إن الأزمة التي تواجه العالم ستضغط على جميع الموارد المتاحة، وستحتل مواجهة الجائحة الأولوية المطلقة بين برامج المساعدات، بما يُرتب معاناة أكبر على الجماعات التي تُعاني بالفعل من أزمات إنسانية، واللاجئين والنازحين والفئات الأضعف. وفي عبارة موجزة: إذا لم نُساعد أنفسنا في المقام الأول، فلا نلوم الآخرين إن هم قصروا في مد يد العون”.
ويضيف: “لقد كنتُ أعتزم أن أوجه في هذا اليوم رسالة تُذكر العرب بقيمة التضامن، وهم يحيون الذكرى الخامسة والسبعين للمنظمة الجامعة لهم والحاضنة لآليات التعاون بينهم، وهي كثيرة ومتشعبة وتغطي كافة أوجه النشاط الإنساني تقريبا. على أن أزمة الوباء العالمي حملتني على توجيه النداء مُجددا بالحاجة إلى وقف الصراعات المشتعلة في بلادنا، وتجسير هوة الاستقطاب والصراع السياسي، والاحتشاد من أجل مواجهة هذا الخطر الداهم. وربما كانت هذه النازلة فرصة جديدة للدول العربية لتوثيق عُرى تعاونها، وتعميق أوجه التنسيق بينها في كافة المجالات”.
وفي هذه المناسبة، أصدرت مجلة “الأهرام العربي” المصرية الأسبوعية عددا خاصا عن الذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس الجامعة العربية، وحمل الغلاف صورة تجمع الأمناء العامين السابقين للجامعة وتحتها عنوان المجلة “جامعة الدول العربية في قلب العاصفة”.
وحملت المجلة مقالات وحوارات خاصة بهذه المناسبة، ومنها مقال لوزير الخارجية المصري سامح شكري، تحت عنوان “إيمان مصري ثابت بتجديد شباب الجامعة”.
ويقول الوزير إن “مسيرة جامعة الدول العربية حافلة بالعديد من الإنجازات المهمة، حيث أسهمت الجامعة في دعم نضال العديد من الدول العربية والإفريقية والآسيوية للتحرر من القيود الاستعمارية”.
ويضيف أن مصر “مستمرة في الاضطلاع بمسئولياتها ودورها المهم في الجامعة العربية من أجل الدفاع عن مصالح الدول العربية وتحقيق تطلعات وآمال الشعوب”.
“استهتار بالحجر الصحي”
لا يزال تفشي وباء كورونا في العالم هو الموضوع الأبرز في الصحف العربية ويحظى بالنصيب الأوفر من تعليقات كتاب الرأي.
ماهر أبو طير في “الغد” الأردنية يقول إنه “برغم كل ما يجري في الأردن، نحمد الله على كل شيء، فلم نعشْ حصار غزة لأكثر من عشر سنوات، ولا حروب العراق، ولا الفوضى الدموية في سوريا. حظر التجول ينهك الأعصاب، لكنها فرصة كي نستذكر كثيرا من النعم التي كنا نراها عادية، وأقل من عادية، فخروجك من البيت، كل يوم، والعبوس يرتسم على وجهك، وسيجارتك بيدك، وكأس القهوة معك، وحِلك وترحالك، وسفرك إلى حيث شئت، وزيارتك لوالدك ووالدتك، كلها باتت مجرد أحلام مؤجلة”.
ويتحدث غسان حجار في “النهار” اللبنانية عن وصول الكورونا لبنان بعد الأزمة المالية الاقتصادية الخانقة “ليقضي على ما تبقى من زمن جميل”.
ويقول إن اللبنانيين “تحولوا خبراء اقتصاديين، ولاحقا خبراء في الصحة والطب، وفي قراءة الغيب، وخصوصا في فك شيفرات المكائد والمؤامرات التي تتبادلها واشنطن وبيكين عن طريق الفيروسات القاتلة”.
ويقول حسن بويخف في “هسبريس” الإلكترونية المغربية إن “انتشار جائحة كورونا أنشأ وضعية معقدة تشابك فيها ما هو اقتصادي واجتماعي ونفسي وشكل ضغطا رهيبا على الأسر، مما يتطلب توجيه الاهتمام والجهود إليها لحمايتها من تداعيات تلك الوضعية بما يجعلها فعالة في إنجاح تدابير المرحلة ضد جائحة كورونا المستجد”، مقترحا عددا من الإجراءات في هذا الصدد.
ويختم مقاله بالقول: “إن ورش دعم الأسر نفسيا واجتماعيا وتربويا، لا يقل أهمية من ورش محاربة انتشار جائحة كورونا، وسيكون نجاح المغرب حقيقيا، إذا خرج من محنته بأقل الخسائر في الأرواح، ولكن أيضا بأقل الخسائر على مستوى التماسك الأسري”.
ويستنكر حسين لقرع في “الشروق” الجزائرية تمرد العائدين من مرسيليا على إجراءات الحجر الصحي لهم في وهران لدى عودتهم إلى الوطن، معتبرا ذلك “استهتارا بالحجر الصحي”.
ويقول: “هذه الخطوة غير المفهومة من المغتربين تؤكد أن هناك غيابا للوعي أو استهتارا في التعامل مع هذا الفيروس الفتّاك الذي ضرب معظم دول العالم”.