عاد ملف الهجرة إلى تصدر عناوين الأخبار في القارة الأوروبية، مع اشتعال أزمة آلاف المهاجرين العالقين على الحدود بين بيلاروسيا وبولندا.
ويعيش ما بين 3 آلاف- 4 آلاف مهاجر في طقس شديد البرودة وصلت حد التجمد على الحدود بين بيلاروسيا وبولندا، الدولة العضو في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، ومن بين هؤلاء نساء وأطفال.
ويعيش هؤلاء في مخيمات مؤقتة داخل الغابات الحدودية، ويفتقدون لمقومات الحياة مثل الماء وحليب الأطفال، ولا يجدون سبيلا للدفء إلا بالتحلّق حول مواقد النار التي يشعلونها.
وتقول معطيات الوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل “فرونتكس” إن غالبية المهاجرين في هذه المنطقة قادمون من دول عربية وأفغانستان.
وتظهر أرقام الوكالة الأوروبية أن أكثر المهاجرين العالقين هناك قادمون من دول: العراق وأفغانستان وسوريا والكونغو وروسيا.
وأظهرت لقطات جنودا بيلاروسيين وهم يطلقون النار على المهاجرين، الذين دب الذعر في قلوبهم، خاصة النساء منهم، وكان هؤلاء يسعون لعبور الحدود مع بولندا.
ومن بين المهاجرين، برز اسم باسم عطا الله، القادم من سوريا، الذي ذكرت تقارير أنه تعرض للضرب على أيدي حرس الحدود البيلاروسي.
وجرى تداول صورة لعطا الله أظهرت وجود كدمات شديدة حول عينيه، بينما تعرض أنفه للكسر.
وتتهم دول الاتحاد الأوروبي الرئيس البيلاروسي، ألكسندر لوكاشينكو، بإغراء المهاجرين للقدوم صوب الحدود مع بولندا، انتقاما من العقوبات المفروضة على بلاده.
ونقلت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية عن سفير بيلاروسي انشق عن حكومة لوكاشينكو قوله إن القوات الخاصة للأخيرة درّبت مهاجرين من أفغانستان والعراق من أجل اختراق الحدود، لكن مينسك تنفي ضلوعها في الأمر.
ويأتي هؤلاء إلى بيلاروسيا أولا عن طريق تأشيرة سياحة، وعادة من يتوقفون في العاصمة مينسك قبل أن يواصلون طريقهم صوب الحدود مع بولندا، التي تعني الحدود مع الاتحاد الأوروبي.
وفي أغسطس الماضي، أعلنت بغداد وقف رحلاتها الجوية إلى بيلاروسيا إثر مقتل عراقي في تلك البلاد.
وجاء قرار السلطات العراقية بعدما طالب مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، بغداد بتفسير تزايد الرحلات الجوية إلى مينسك، الأمر الذي تزامن مع ارتفاع نسبة عبور العراقيين بشكل غير شرعي إلى داخل الاتحاد الأوروبي.