طالبت الولايات المتحدة جماعة الحوثي المتمردة في اليمن، بالإفراج الفوري عن عاملي الإغاثة اليمنيين المعتقلين تعسفاً في العاصمة صنعاء، والذين يعملون مع المنظمات الإغاثية الأميركية والدولية، مشددة على ضرورة سلامة أولئك العاملين في المساعدات الإنسانية، والتعاون معهم بدلاً من اعتقالهم، والتنكيل بهم.
وقال نيد برايس المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية الأميركية، إن الإدارة الأميركية تشعر بقلق بالغ بسبب التقارير التي تفيد «باحتجاز بعض موظفينا اليمنيين المحليين في صنعاء»، داعياً إلى الإفراج الفوري عنهم، ومؤكداً استمرار الولايات المتحدة في دعم الشعب اليمني، «وهذه القضية الحاسمة».
وأفاد خلال مؤتمره الصحافي، بأن الولايات المتحدة دأبت على بذل جهود دبلوماسية «خلف الكواليس» دون توقف، وذلك لتأمين الإفراج عن المعتقلين، لافتاً إلى أنه تم رصد بعض التقدم، مضيفاً: «لا نزال مستمرين في العمل على هذه القضية الحاسمة. غالبية الذين تم اعتقالهم لم يعودوا رهن الاحتجاز».
وأكد برايس أن الولايات المتحدة ملتزمة بضمان «سلامة أولئك الذين يخدمون حكومة الولايات المتحدة في الخارج»، ولهذا السبب «نشارك بنشاط في هذا الأمر، بما في ذلك من خلال شركائنا الدوليين».
وفي وقت سابق، أكد متحدث باسم وزارة الخارجية لـ«الشرق الأوسط»، أن الولايات المتحدة تواصل الدعوة إلى إطلاق سراح الأفراد المحتجزين ظلماً في اليمن على أيدي جماعة الحوثي، وكذلك جميع المحتجزين «بغض النظر عن مكانهم أو من يحتجزهم»، مضيفاً: «لا ينبغي أبدًا تجريم ممارسة حقوق الإنسان، بما في ذلك حرية التعبير وحرية الدين».
بدوره، اعتبر ديفيد شينكر مساعد وزير الخارجية السابق لشؤون الشرق الأدنى، أن المشكلة تكمن في أن الحوثيين أثبتوا تمردهم باستمرار، ويلعبون الآن للحصول على الوقت بينما يحرزون «تقدمًا بطيئًا ولكن ثابتًا في ساحة المعركة»، وأن الحوثيين ليس لديهم «حافز كبير» للجلوس على طاولة المفاوضات.
وقال في مقال رأي نشرته مجلة «فورين بوليسي»، إن المبعوث الأميركي إلى اليمن تيم ليندركينغ، أحد «أفضل وألمع» الأيدي العاملة في مجال الشرق الأوسط بوزارة الخارجية وأنه مكلف بمهمة «لا يُحسد عليها»، المتمثلة في التوسط في إنهاء الحرب المستمرة منذ سبع سنوات، بيد أنه ليس هو المسؤول، لأن «الدبلوماسية الناجحة تعتمد على النفوذ الفعّال، والأدوات التي تمتلكها الدولة».
وأضاف: «إذا هُزم الجيش الوطني اليمني في أحد معاقله الرئيسية الأخيرة في الشمال بمحافظة مأرب، وسيطر الحوثيون على مركز الطاقة في اليمن، فإن الحوثيين قد انتصروا في الحرب. بالنسبة للرياض وواشنطن والشعب اليمني، فإن هذا يمثل أسوأ سيناريو. حتى لو انتهت الحرب، فسيظل الوضع الإنساني حرجًا، حيث لا يزال ثلثا سكان اليمن البالغ عددهم 30 مليونًا يواجهون المجاعة، ويعتمدون على برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة للحصول على القوت اليومي».
ويرى شينكر، أن اليمن تعد «مشكلة أخرى من الجحيم» لإدارة بايدن، كما هو الحال مع أفغانستان، متوقعاً أن تواجه الحكومة الأميركية قريبًا تحدي «دولة فاشلة» أخرى، بقيادة آيدولوجية «إسلامية متشددة»، داعياً الإدارة الأميركية إلى إعادة الحوثيين إلى قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية، وهو التصنيف الذي ألغاه بايدن عند توليه منصبه، كما لا يزال من الممكن أن تتحد حكومة هادي مع الفصائل اليمنية المعارضة للحوثيين لشن هجوم مضاد، «وإلا فستنعكس الثروات بشكل كبير ضد اليمنيين، والنتيجة المحتملة هي أن أعداء واشنطن سينتصرون في هذه الحرب، عاجلاً وليس آجلاً، وحان الوقت لإدارة بايدن لصياغة خطة بديلة للتعامل مع اليمن الذي يسيطر عليه وكلاء إيران».