نداء نيوز – متابعات
بينما أكدت حركة طالبان تعهدها بالسماح لمئات الأجانب الذين ما يزالون عالقين في أفغانستان بمغادرة البلاد لو شاءوا، فأن المخاوف بشأن مصيرهم ما تزال قائمة.
وتخوض العديد من الدول مفاوضات ثنائية مع حركة طالبان، وعلى رأسهم الولايات المُتحدة وبريطانيا، اللتان ما تزالان تملكان أكبر عدد من الرعايا العالقين في أفغانستان.
بيان مُشترك وقعت عليه أكثر من مئة دولة، ليس من بينها روسيا والصين، طالب حركة طالبان الالتزام بالمعايير العالمية في ذلك الاتجاه: “جميعنا ملتزمون بضمان أمن مواطنينا والمقيمين والموظفين الأجانب والأممين والأفغان الذين عملوا معنا، الذين يتعرضون لخطر داهم الآن. وملتزمون بضمان أن يستمروا في امتلاك الحق في السفر بحرية إلى أية وجهة كانت خارج أفغانستان”.
البيان الذي أعتبره المراقبون بمثابة تحذير لحركة طالبان، لأنه حمل بالإضافة لتوقيع مئة دولة، توقيع حلف الشمال الأطلسي “الناتو”.
المعلومات المتداولة قالت إن مندوبين من أجهزة الاستخبارات ووزارة الخارجية الأميركية، وبمشاركة نظرائهم البريطانيين، يخوضون مفاوضات مع حركة طالبان على مستويين، سياسي يجري في العاصمة القطرية الدوحة مع كبار مسؤولي الحركة، وميداني يجري في العاصمة كابل، لتأمين إخراج الأميركيين والبريطانيين وقرابة 500 أوروبي عبر رحلات خاصة من مطار كابل، بالإضافة إلى ترتيب وصولهم من مختلف مناطق أفغانستان إلى العاصمة كابل.
أعداد الأميركيين المتبقين في أفغانستان لا تتجاوز 200 شخص، حسبما أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، لكن المعضلة تكمن في كيفية التواصل معهم وإيصالهم للمطار.
وأكد الوزير الأميركي أكد إن بلاده تتعاون مع دول جوار أفغانستان، بالذات طاجكستان وباكستان لتأمين ذلك، وبالذات باكستان التي أعلن وزير خارجيتها منح سمات دخول مفتوح للأجانب المقيمين في أفغانستان، ليتمكنوا من العودة إلى بلادهم.
مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان أشار في تصريحات إعلامية إلى المفاوضات التي تجريها بلاه مع حركة طالبان “الولايات المتحدة لديها آلية لإخراج أي أميركي أراد مغادرة أفغانستان، ولن يبقى أي أحد عالقا”.
الباحث في مركز الشرق الأدنى للأبحاث الاستراتيجية جود ميداني شرح في حديث مع سكاي نيوز عربية، آليات التفاوض الأميركية والبريطانية مع حركة طالبان بشأن الرعايا العالقين في أفغانستان: “يعرف القادة السياسيون في الدولتين أن الرأي العام في الدولتين لن يغفر وقوع المزيد من الضحايا والخسائر في ملف أفغانستان، خصوصا إذا ما كانوا من مواطني الدولتين المدنيين، فمختلف القوى الدولية، ومعها الرأي العام في الدولتين، تُحملان قيادة الدولتين أسباب ما يجري في أفغانستان”.
ويضيف ميداني في حديثه مع سكاي نيوز عربية: “لأجل ذلك، فأن المفاوضات الأمنية واللوجستية التي تخوضها الدولتان بشأن إخراج رعاياهما أنما تعرض حتى القبول بالكثير من التنازلات للحركة في سبيل التعاون في هذا الملف، ويبدو أن الأحداث تجري في ذلك الاتجاه”.
هذه المعلومات التي أكدها القائد العام للقيادة الوسطى للجيش الأميركي كينث ماكينزي، الذي أشار للجهود الدبلوماسية التي تُبذل “التكملة الدبلوماسية للإخلاء ستبدأ الآن، وأعتقد أن وزارة خارجيتنا ستعمل بجد للسماح لأي مواطن أمريكي متبق، ونعتقد أن عدد المواطنين الذين لم يتم إحضارهم هُم عدة مئات، أعتقد أننا سنجري مفاوضات جادة وجدية للغاية”.
المعلومات المتسربة عن المفاوضات تقول إن حركة طالبان وافقت قبول ما يشبه المركز القنصلي الدولي المُشترك، بحيث يتمكن كُل الراغبين الأجانب من تقديم أوراقهم الثبوتية، ليتم ترحيلهم في مرحلة لاحقة، شريطة أن تكون المُدة المسموح بها لتقديم الأوراق مُحدودة.