بقلم / انور السكوتي
من الواضح ان الحرب الدائرة بين اقطاب الصراع الأساسيين في اليمن (الشرعية – الحوثي – المجلس الانتقالي الجنوبي) وبتمويل اقليمي مباشر وغير مباشر , قد حال دون ان تنتصر احدى هذه الاطراف على الاخرى, وكأن هذه الحرب أراد لها ان تستنزف كل الطاقات والقدرات والإمكانيات لهذه الاطراف بما فيها الممولة فتكون جميعها في النهاية طيعة منقادة لأية حلول يمكن ان تفرض عليها خارجياً وفقاً ولمصالح واجندة هذا الخارجي الذي تتحكم في سياساته الهيمنة الامبريالية. والتي من المحتمل ان لاتكون وفقاً وآمال وتطلعات شعب الجنوب التواق لحريته واستقلاله والتي يمثلها هنا المجلس الانتقالي الجنوبي.
كما بات من الواضح ان المجلس الانتقالي الجنوبي وهو يخوض غمار هذا الصراع المعقد ظل ولازال متمسكاً بالشراكة المعلنة (من طرف واحد) مع دول التحالف العربي والتي تورطت هي الاخرى في هذا الصراع بعد تدخلها المباشر لنصرة طرف (الشرعية) ضد الحوثي, وغير مباشر لتثبيت هذه الشرعية على المناطق الجنوبية المحررة رغماً عن إرادة شعب الجنوب والذي خبر وجرب تلك الشرعيةطيلة عقود وذاق منها مرارة فشلها وفسادها. وهو أمر يجعل المجلس الإنتقالي الجنوبي كممثل لهذا الشعب على المحك بين تمسكه بالشراكة المعلنة والتي لم يجن_ منها (بعد اتفاق الرياض) غير تعزيز جانب الشرعية وتقويتها على حساب ماسبق وحققه من مكاسب على ارض الجنوب, وبين الانحياز التام والكامل للشعب الذي اصبح في حالة غليان منذرة بثورة جديدة على هذه الشرعية الفاسدة وعلى من يدعمها ويقويها، ايا كان هذا الداعم، ويعني هذا الإصطدام المباشر مع الشرعية والتحالف او السقوط النهائي لشعبيته ولدوره القيادي على ارضه. ذلك ان (خيط أريان) الذي يفترض على المجلس الانتقالي ان يضعه نصب عينيه قبيل التوغل في (متاهة) هذا الصراع لازال مفقوداً. وهذا الخيط الذي اشتهر في السياسة قد استوحى من اسطورة اغريقية قديمة تقول ان احد الابطال قرر اقتحام (المتاهة) التي يختبي فيها الكائن الاسطوري (المينوتور) والذي تصفه الاسطورة بأنه كائن مسخ بدنه بدن انسان ورأسه رأس ثور, يتصيد كل الداخلين في تلك المتاهة والفتك بهم.
وعندما قرر هذا البطل خوض المتاهة زودته حبيبته (اريان) ابنة ملك جزيرة تكريت بسيف وكومة من الخيط يجعل طرف هذا الخيط عند فتحة المتاهة ويمد بقيته اثناء تجواله داخلها ليكن دليله عند عودته. وهكذا نجا البطل من الضياع داخل تلك المتاهة
التي لم ينجو منها احد قبله، بعد ان تمكن من قتل وحش المينوتور.
فهل آن الاوان لان يضغط المجلس الانتقالي الجنوبي على شركاه في دول التحالف العربي ويطالب بإعطائه (خيط اريان) حتى لايظل في متاهة هذا الصراع الذي على مايبدو لن ينتهي, وإذا ما انتهى فربما لا تكون نتائجه عند آمال وتطلعات شعب الجنوب.