كتب/د عيدروس نصر
تذكرني التفسيرات والتعليقات والتصريحات التي يدلي بها بعض المتذاكين من جماعة ( الشرعية) في المنفى حول احتجاجات عدن وبعض محافظات الجنوب، بقصة ذلك المريض نفسيا الذي يعتقد انه حبة ذرة وأن الديك سيأكله، فظل يهرب مشورا كلما شاهد ديكاً قادماً او حتى واقفاً.
وعندما عقد معه الطبيب النفسي عدة جلسات وأقنعه بأنه إنسان وليس حبة ذره، وأن الديك لا يتجرأ على الاقتراب منه، وخرج من عند الطبيب مبسما واثقا، لكن لم تمض دقائق حتى اقتحم مكتب الطبيب منتحبا مذعورا،
- ما بالك؟ ماذا جرى لك؟
ساله الطبيب.
قال لقد صادفت ديكا كاد يلتهمني لولا أنني هربت إليك.
الاعتصامات والاحتجاجات التي تشهدها محافظات الجنوب، بسبب المجاعة والفقر والاوبئة وحرب الخدمات وتدهور قيمة العملة وعدم تسليم الموظفين مرتباتهم منذ اكثر من عشرة اشهر، هذا الفعاليات الاحتجاجية جاءت للتعبير عن الانسداد الخانق لكل معاني الحياة في عدن والجنوب.
لكن أصحاب نظرية المؤامرة يتهمون المجلس الانتقالي ودولة الإمارات بانهما من يقف وراء هذه الاحتجاجات.
لا يعلم هؤلاء أن من يقضي يومه المتطاول طاويا جوعه، ومن يقضي ليله في الظلام، ومن لا يجد قرص الاسبرين لطفله المريض، لا يحتاج لا إلى المجلس الانتقالي الجنوبي ولا إلى دولة الإمارات العربية المتحدة ليبينا له انه جائع وأن طفله مريض وأن بيته لا يعرف الإضاءة وأن هناك من يتقاضى عشزات آلاف الدولارات بلا عمل يقدمه.
يا هؤلاء
احترموا عقول الناس من ضحايا فشلكم فلهم عيون يبصرون بها وعقول يدركون بها وآذان يسمعون بها.
واقتنعوا، هداكم الله، انكم لستم حبة ذرة، حتى يلتهمكم ديك الإمارات او الانتقالي، واعلموا أن المجلس الانتقالي ودولة الإمارات ليسا ديكا يجري وراءكم لالتهامكم.
افشلوا مؤامرة الانتقالي والإمارات وفوتوا عليهم الفرصة، ووفروا للناس حقوقهم وأعيدوا لهم الخدمات التي دمرتموها وسلموا الموظفين والمتقاعين مستحقاتهم القانونية التي نهبتموها، وبذلك ستطردون الديك الذي يهدد وجودكم ويرغب في التهامكم.