نداء حضرموت – محمد بلعجم
طل على اليمنيين العام الجديد 2020 حاملاً معه آلام وآمال اليمنيين، ومضيفاً عام جديد في عمر الحرب القائمة، استبشر الشعب خيراً مع إطلالة هذا العام آملين أن يكون عاماً للسلام، والتعايش والاستقرار خاصة مع توقيع “إتفاق الرياض” الذي ضم طرفين من أطراف النزاع(الحكومة الشرعية و المجلس الانتقالي) واستثناء الطرف الثالث (جماعة الحوثي) وعلى الرغم أن الاتفاق لم يضم جميع الأطراف إلا أنه كان سيسهم في خلق نوع من الاستقرار في المدن المحررة، ولكن ماهي إلا أيام قليلة مرت على توقيع الاتفاق حتى تبادل الطرفين التهم للسعي لعرقلة الاتفاق، وضخت وسائلهم الإعلامية مزيداً التحريض وشيطنة الطرف المعارض؛ ونرجع لمربع الصفر ويبقى صراع الأصدقاء (الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي) وقوداً لعدوهم (جماعة الحوثي) للسيطرة على مزيد من المناطق مستغلاً النزاعات بينهم.
وبين مطرقة الحرب وسندان النزاعات المستمرة يقبع شعب انهكته الحروب، وفتكت به الأمراض حتى مات جوع ومرض، شعب ظل مكافح طيلة 5 سنوات ماضية يكابد ويلات الحرب وقساوة العيش؛ إلا أنه ظل صامد ومكافح من أجل البقاء، وفضلت الكثير من الأسر العفيفة البقاء في بيوتهم تعيش على ما يتم تقديمه لهم من جيرانهم وأقاربهم، وبعض الأسر كانت تعتمد على أفرادها المغتربين خارج الوطن خاصة في “المملكة العربية السعودية” إلا أن هذا العام أعتقد أنه سوف يكون الأصعب على عليهم؛ فكثير من المغتربين قد عادوا إلى وطنهم بعد أن مسهم الضرر من القرارات السعودية المتعلقة بالعمالة، كذلك انهيار العملة المحلية وارتفاع أسعار المواد الغذائية والدوائية إلى أسعار تفوق مستوى دخل الأفراد، ولا تتناسب مع الوضع الحالي في ظل صمت رهيب من الحكومة والتحالف الداعم لها، وهم ينظرون إلى شعب تشتت أسره للتسول في الطرقات ،وتناشد في المساجد، وتقف على ممرات المستشفيات والفنادق، حتماً نجحت الحرب وعلى مدى سنواتها 5 في إنهاك الشعب واستنزاف ما بقي لديهم من أموال، وكثيراً من الأسر العفيفة في مناطق الصراع فضلت الموت بعزة وكرامة على أن لا تسأل الناس شيئاً.
ولا تقتصر المعاناة على مناطق الصراع فكثيره هي الأسر العفيفة بيننا التي لا تملك قوت يومها، ولو تحسستم جيرانكم وأقاربكم حتماً سوف تذهلون من حجم المعاناة، والحاجة الملحة للناس، وقد أعجبتني مبادرة رائعة في هذا الشأن في بعض الأحياء السكنية حيث يتم جمع تبرعات خلال أسبوع ويتم الإعلان عن المبلغ الذي تم تحصيله في الجامع بعدها يقوموا أصحاب الشأن بأخذ المبلغ وشراء سلة غذائية يتم أهدائها إلى أحد الأسر العفيفة.
ومن بين ركام تلك المآسي والصعاب يبقى الشعب صامداً متكئاً على عكازته منتظراً من يساعده على التعافي ليعود متعافي سالم يسعى بهمه من أجل بلوغ القمة لتدور عجلة البناء والتنمية.